تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماذا بقي من الشرق الأوسط الكبير ?!

دراسات
الاثنين 11/8/2008
علي سواحة

هل من المبكر حقاً القول إن مشروع الشرق الأوسط بدأ بالنكوص بعد أن تلقى عدة ضربات موجعة ,ولوعدنا بأدراجنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن مشروع الشرق الأوسط مشروع قديم جديد

وكان هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية قد تصور في المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل عام 1897 قيام كومنولث شرق أوسطي مع قيام الدولة الصهيونية المنتظرة في فلسطين ,ومنذ ذلك التاريخ تشكلت بذور هذا المشروع بالمعايير الغربية الصهيونية للسيطرة على المنطقة العربية ومقدراتها وثرواتها ,ثم أتى مشروع شمعون بيريز رئيس الكيان الاسرائيلي الحالي الذي أطلق عليه اسم الشرق الأوسط الجديد ليكون مكملاً لحقبة اتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين لتطبيع العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني.‏

المحطة الأولى لهزيمة مشروع الشرق الأوسط الجديد كانت بالطبع في العراق لأن فريق المحافظين الجدد في إدارة بوش وضع في استراتيجيته أن تكون البداية احتلال العراق ليكون قاعدة انطلاق فيما بعد نحو الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط وعلامات الفشل تلك جاءت مع تهاوي جميع الحجج التي ساقها الرئيس بوش لأهداف غزوه العراق لكنه مع ذلك لم يبق أمامه ما يقدمه كحجة سوى عذره الواهي بدمقرطة العراق.‏

ولذلك فهو لا يزال إلى اليوم وأركان إدارته يكررون أن هدفهم في العراق هو إقامة نظام سياسي ديمقراطي رغم أنهم يدركون أن مشروع تصدير الديمقراطية على فوهات المدافع قد فشل ,لقد شرع الغرب عموماً وبالتحالف مع الصهيونية العالمية على اتباع أسلوب ضد الأمة العربية والإسلامية ومنذ الحرب العالمية الأولى يقوم على أربعة بنود أولها سياسة فرق تسد وثانيها زراعة سرطان في خاصرة الوسط العربي وقد تم في فلسطين وثالثهما تشييد منظومة عربية خاضعة وتابعة ومعتمدة في وجودها على ذاك الغرب الاستعماري ورابعها توجيه ضربات موجعة للقومية العربية كهوية للمنطقة منذ أن بدأت تعي نفسها وتتطور كايديولوجيا منذ بدايات القرن الماضي.‏

وبالطبع هذه الرباعية حققتها معاهدة سايكس بيكو حيث تم تفتيت العالم العربي إلى دول قطرية وتم زرع الكيان الصهيوني لكن رغم ذلك لم تخضع المنطقة كما رغب بذلك الغرب وبقيت جذور وفروع المقاومة العربية على امتداد الوطن العربي.‏

وعلى هذا أصبح نظام سايكس بيكو ونظام الدولة القطرية يواجه الشلل وأصبح من الصعب على اسرائيل أن تواجهه وحدها ما تطلب تدخلاً مباشراً من حلفائها في الغرب وذلك من أجل إعادة النظر في نظام سايكس بيكو أولاً وثانياً من أجل الاستعاضة عنه بنظام طائفي وإثني يكون الأجدى والأسرع لتفتيت المنطقة العربية وبما يعيدها وبسرعة قياسية إلى أيام الانحطاط والفوضى.إن حقيقة الأمر لمشروعي المنطقة المشروع المقاوم والمشروع الأمر وصهيوني بات واضحاً في مضامين قوته وركائز الضعف وبات الاثنان يتبادلان الجولات وهي بالطبع جولات مستمرة وذلك أن المشروع الهدام لهذه الأمة لن يستسلم أصحابه ومريدوه بهذه السهولة .‏

لأن العداء الحاقد والمستشري في نفوسهم هو عداء متأصل لديهم ولن يهدأ بالهم طالما أنهم يتلقون الضربات الموجعة هنا وهناك,وبالتالي كلما اشتد ساعد الحلف المقاوم لهم ولمخططاتهم,ا اقتربت نهاية مشروعهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية