تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من مكتبة الجولان تاريخ وجذور

هنا جولاننا
الاثنين 11/8/2008
إعداد هناء الدويري

دفع الموقع المميز للجولان الكثير من الكتاب إلى تدوين ما يرد عنه في أخبار الرحالة والمستكشفين الذين وجدوا فيه ممرا للاطلاع والتواصل بين بلاد الشام وهو ما يظهر في الكثير من الكتب التي تناولت هضبة الجولان,

وفي هذا السياق يقدم الباحث أحمد محمود حسن في كتابه الجولان تاريخ وجذور إطلالة أخرى على هذا الجانب من خلال عشرة فصول.‏

الكتاب يقدم دراسة للأوضاع الجغرافية والسياسية والثقافية في الجولان السوري, بدءا من مساحته البالغة حوالي (1860) كيلو متراً مربعاً, حيث يحتل الإسرائيليون (1250) كيلومتراً مربعاً, وصولا إلى أهميته الاستراتيجية بسبب طبوغرافية الأرض, مرورا بحدوده الجغرافية حيث يحده من الشمال جبال الحرمون (جبل الشيخ) وهو الخط الفاصل مع لبنان, ومن الجنوب وادي اليرموك ويرسم الحدود مع الأردن, وشرقاً نهر الأعوج ووادي نهر الرقاد الذي يكون الحدود الإدارية مع محافظتي درعا ودمشق, وغرباً نهر الأردن وبحيرة طبرية والحولة التي تشكل الحدود مع فلسطين المحتلة.,‏

ويتطرق الكتاب إلى أصل التسمية وامتداداتها, حيث أن اسم الجولان أطلق على المنطقة الواقعة على طرق القوافل المؤدية من بغداد ودمشق إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط, إذ عرف عند الإغريق باسم (جولانانيس), وفي العهد الروماني كان جزءاً من مقاطعة بيريا وراء نهر الأردن, والجولان كما جاء تعريفه في دائرة المعارف الإسلامية: بأنه عبارة عن منطقة تلال تقع في الركن الجنوبي الغربي من سورية تشرف الجولان بمنحدراتها الغربية على الجليل الفلسطيني ونهر الأردن, والجولان من جذر عربي هو: جول والجوال هو: التطواف, والجول والجولان: التراب والحصى الذي تجول به الريح على سطح الأرض, وتبعاً لذلك فاسم الجولان عربي منذ أقدم العصور, وهو جزء لا يتجزأ من الأرض العربية السورية, حيث تتحدث الوثائق التاريخية عن الأصل السكاني لأبناء الجولان ابتداء من الكنعانيين فالعموريين فالآراميين والآشوريين والكلدانيين ذوي الأصل الآرامي العربي القادم من شبه الجزيرة العربية أيام اندفاعات الهجرات العربية, فقد كان الجولان من أهم أركان الممالك العمورية والآمورية التي تأسست نحو سنة (2250) قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.ويورد الكاتب تفاصيل الأوضاع الجغرافية والتاريخية مع أسماء أغلبية القرى حسب الأحرف الأبجدية, وقد أفرد الفصل الثالث لتوصيف الاحتلال الإسرائيلي للجولان في حزيران من عام 1967, وتالياً البدء في النشاط الاستيطاني اليهودي فيه وصولاً إلى استصدار قرار إسرائيلي من الكنيست في 14- 12-1981 يدعو إلى ضم الجولان وفرض القوانين الإسرائيلية عليه, وعلى الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن يعتبر الإجراءات الإسرائيلية لاغية وباطلة, لكن السلطات الإسرائيلية استمرت في تطبيق سياساتها وصادرت مزيداً من الأراضي وغيرت المناهج التعليمية في الهضبة لتشويه تاريخ العرب وحضارتهم وطمس هويتهم الوطنية والقومية وعزلهم عن الوطن الأم سورية, كما استغلت مياه الجولان المحتلة في خدمة المستوطنات والقطاعات الاقتصادية الإسرائيلية المختلفة وخاصة الزراعة والري. وفي الاتجاه التهويدي سعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى لاحتلالها الهضبة السورية الاستراتيجية إلى تشكيل فرق علمية للتنقيب, الهدف من ذلك محاولة تأكيد منطلقات سياسية وعنصرية مغلوطة حول الحق التاريخي المزعوم لليهود في أرض فلسطين العربية, فضلاً عن محاولات السلطات الإسرائيلية استكمال مشروع التهويد في الجولان وذلك بتزوير الآثار ونهبها, لكن كافة أعمال التنقيب الإسرائيلي أثبتت من دون شك عدم وجود مادي يهودي تاريخي في الهضبة السورية المحتلةكما يورد الكثير من الكتاب والباحثين إلى أن نتائج التنقيبات الأثرية في الجولان أثبتت أن بني إسرائيل ليس لهم وجود مادي في زمن التكوين ولا في زمن الخروج ولا في زمن الملك داود, وكذلك لم تظهر نتائج التنقيب الأثري آثاراً تؤكد كتابات يوسيفوس حول الوجود اليهودي في الجولان.‏

ويعدد الكاتب في فصول لاحقة أهم المواقع الأثرية في الجولان المحتل, فيرى أن قلعة بانياس (قلعة الصبيبة) من أهم القلاع العربية في بلاد الشام, لما تتميز به من موقع استراتيجي مهم في قمة جبل شاهق, كما تعتبر قلعة الحصن غربي مدينة فيق حصناً طبيعياً يطل على بحيرة طبرية, ومن القلاع قلعة جندل وقلعة قصر برداويل, وتعتبر مدينة بانياس من أهم مدن الجولان التي استحوذت على اكتشافات أثرية دالة على العمق العربي لانتماء المنطقة التي تتربع فيها المدينة, ومن المدن التي تتمتع بكثرة آثارها مدينة الحمّة السورية, حيث تضم حمامات أثرية تتميز بخصائص مياهها الشفائية من عدة أمراض مستعصية. لا شك ان في الكتاب جهدا واضحا لجهة العمل التوثيقي الذي قدم من خلاله إطلالة فعلية على الجولان ماضيا وحاضرا, ومبينا في الوقت ذاته الأهمية التاريخية والجغرافية لهضبة الجولان‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية