كلنا يعلم ابعاد هذه المشكلة وكيف بدأت وتطورت وكبرت ومن ثم تسرطنت تحت ذريعة مساعدة الفقراء وصغار الكسبة للحصول على منزل يؤويهم ما جعل الحكومات المتعاقبة تغض النظر عن 99% من هذه المخالفات المرتكبة وتحولت المناطق المحيطة بالعاصمة والمدن الكبرى الى ما يشبه «احزمة الفقر»، فوضى بالبناء وافتقار للخدمات والشروط الفنية الصحية.
وبناء عليه تحولت عائدات الرخص ـ بدلا من ان تدخل الخزينة ـ الى عوائد لجيوب القائمين على الوحدات الادراية ما اسهم بشكل كبير في انتشار ظاهرة الفساد بالاضافة الى التآكل المستمر للاراضي الزراعية والبساتين التي كانت تحيط بدمشق وبعض المدن الاخرى وبالتالي ما خلفه ذلك من اثار سلبية على البيئة المحيطة.
الحل ببساطة يتطلب اجراءات صارمة بحق القائمين على الوحدات الادارية بدءا من رؤساء مجالس المدن وحتى رئيس اصغر وحدة ادارية، كما يتطلب اشادة مدن جديدة كاملة ومتكاملة فنيا وخدميا على المساحات الشاسعة غير الصالحة للزراعة او غير المشجرة بعيدا عن السماسرة والمنتفعين واعتقد اننا اليوم احوج ما نكون للتفكير استراتيجيا في حلول كبرى للهموم اليومية.