وعليه يرى الناقد السينمائي د. حسام السعد أن إعلامنا العربي تخلف عن محاربة الصهيونية على جبهة السينما، إذ لازلنا بصورة أو بأخرى أداة من أدوات هذه الحرب، فكانت القضية الفلسطينية ولاتزال القضية المحورية للعرب وهي التي لم تغب عن ذاكرتنا لأننا تربينا على العلاقة معها صوتاً وصورة، وحتى نستطيع مجابهة الصهيونية بحرب متكافئة لابد لنا من أن نسعى لعرض أفلام فلسطينية لفضح الجرائم التي ترتكبها على غير الأرض عربية وتستطيع التأثير في الرأي العام العالمي على نحو ماقام به المخرج الفرنسي كريستيان بيل أو (عيسى أبو الهدى) في فيلمه التسجيلي الذي وثق من خلاله الجرائم والهزائم المعلنة والمكشوفة للاحتلال الاسرائيلي في حربه على لبنان تموز 2006، وهو الآن بصدد تصوير فيلم آخر يرصد وقائع الحرب على غزة.
فضلاً عن أننا اليوم بأمس الحاجة إلى أفلام تواجه المخططات الصهيونية التي تسعى لتهويد القدس وطمس معالمها الحضارية وهو ماتقوم به الحملة الأهلية للقدس عاصمة الثقافة 2009، والتي عرضت مؤخراً الفيلم الثلاثي الأبعاد في ثقافي جوبر، حيث رافق الجمهور المحاضر على مدى ساعة ونصف في رحلة إلى المسجد الأقصى ليتجولوا في رحابه ويتعرفوا على أسبلته وأروقته ومصلياته، مؤكداً قدسية كل زاوية وحجر وشجرة في الأقصى المبارك، وننتظر من الحملة في كل أقطار الوطن العربي أفلاماً تقترب من نبض القضية وتدخل الشوارع والبيوت والمخيمات والملاجىء لتكون مادة حية لتوثيق الممارسات اللاإنسانية ضد الشعب والأرض والمقدسات.
إذاً الفرصة الآن بين أيدينا على مدى عام كامل، فهل سنحسن استثمارها والبناء عليها لقادمات الأيام؟