والذي يعقد في جنيف منذ الثالث وحتى التاسع عشر من الشهر الجاري، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق العمال العرب السوريين في الجولان بالآتي: الإمعان في حرمان العمال، ولاسيما حاملي الشهادات العليا ومن درسوا في جامعات الوطن الأم (سورية) من حقهم في العمل، حتى وإن أتيح لهم العمل فسيكون في الأعمال الخطرة والمجهدة، وهو ما تطلق عليه منظمة العمل الدولية (العمل الأسود)، أيضا من هذه الممارسات عدم تطبيق إسرائيل لاتفاقيات العمل الدولية التي وقعت عليها على العمال العرب، فمثلا حددت خط الفقر لديها بسبعة آلاف شيكل شهريا، ورغم ذلك فإن العمال السوريين لا يحصلون إلا على أربعة آلاف شيكل، في الوقت الذي يحصل فيه العامل الإسرائيلي العادي على عشرة آلاف.
ويضيف التقرير، الذي جاء تحت عنوان (المستوطنات الإسرائيلية وآثارها الاقتصادية والاجتماعية المدمرة على أصحاب منظمات الأعمال والعمال في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى في الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة والجزء المحتل من جنوب لبنان): إن إحدى الممارسات المخالفة لاتفاقيات العمل الدولية هي تشغيل إسرائيل للعمال في الجولان المحتل لمدة تزيد على ساعات العمل القانونية، وبأجر يساوي نصف الحد الأدنى للأجور، واستنادا للتقرير السنوي للمكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء، فإن نسبة العمال العرب الذين يعملون في مؤسسات حكومية هي 5.6 بالمئة، وإن من بين 64 ألف عامل في المؤسسات الحكومية هناك فقط 400 عربي.
من الانتهاكات أيضا منع عمال الجولان من تشكيل لجان العمل الخاصة بهم، وإجبارهم على الانتساب إلى (الهستدروت) أو ما يعرف بـ(اتحاد عمال إسرائيل)، إضافة طبعا لاستمرار الضغوط على العمال لإجبارهم على ترك العمل واستمرار سياسة تجهيل الشباب، وغير ذلك..
ثم يتطرق التقرير إلى القيود والصعوبات التي تضعها إسرائيل في وجه العمال الزراعيين، ومعروف أن القطاع الزراعي في الجولان يشكل عماد حياة الجولانيين، وذلك عبر مصادرة الأراضي، وفرض الضرائب والرسوم المرتفعة على إنتاج المحاصيل الرئيسة كالتفاح والكرز، فضلا عن منعهم من الحصول على الكميات المناسبة من المياه لسقاية الأراضي المزروعة بالحبوب والخضار، وخاصة في سنوات الجفاف، وهذا كله يؤدي إلى مزيد من البطالة بين العمال الزراعيين..
يشار، إلى أن التقرير جاء في 47 صفحة، واحتوى ثلاثة فصول هي بالإضافة لفصل الجولان فصل حول العمالة في فلسطين المحتلة داخل الخط الأخضر وخارجه، وفصل عما تبقى من الأراضي اللبنانية تحت الاحتلال، وتعطيل الأعمال التي يسببها العدوان الإسرائيلي المتكرر على جنوب لبنان، وما رافق ذلك من تهديم للبنى التحتية، وتعطل بين العمال.