وفي الصفحة الأولى من مقدمته التي كتبها الاستاذ العيسى، يذكر أن هذا الديوان صدر بطبعته الكاملة عن وزارة الثقافة والسياحة في صنعاء عام 2004، إذاً، فهذه هي الطبعة الثانية.
ويستطرد في المقدمة قائلاً: إنه كتب هذا اللون من الشعر الضاحك مع عدد من الرفاق القدامى، فكانت القصائد تسمى «الحلمنتيشيات» علماً أن هذا الضرب من الشعر عرف أول ما عرف في الشقيقة مصر، وأطلق عليه هناك الاسم نفسه: الشعر الحلمنتيشي.
ويتابع سليمان العيسى أن رفيق العمر صدقي إسماعيل - رحمه الله - الأستاذ والإمام في هذا الشعر الضاحك الساخر، لا ينازعه في ذلك منازع، وفي جريدة «الكلب» ذائعة الصيت التي كان يصدرها شعراً ويكتبها بخط يده: المثال الرائع والشاهد الحي، وكنت من محرريها البارزين.
ويلفت الأستاذ العيسى النظر إلى مجلد «الكلب» الذي جمعه ودققه منذ عام - أي عام 1978 لأنه كتب هذه المقدمة سنة 1979، كما هو مذكور في ذيلها - بمعونة بعض الرفاق والأصدقاء.
على كل حال فإن الطبعة الأولى من الكلب صدرت عن مطابع الإدارة السياسية بدمشق عام 1983 في 604 صفحات من القطع الكبير وقد استهلها الأديب الكبير الصديق الراحل صدقي إسماعيل تحت عنوان «الكلب» بهذه الأبيات:
جريدة نكتبها بالشعر
تصدر في الأسبوع أو في الشهر
تعالج الأمور باتزان
وتخدم الجميع بالمجان
نخطها في البيت أو في المقهى
في نسخة وحيدة فاقرأها
واحرص على أعدادها المخطوطة
فالشام (لا تسوى) بدون الغوطة
ويشير في الحاشية إلى أن المقاهي التي كانت «الكلب» تكتب بها هي: الهافانا والروضة والكمال والجسر الأبيض أما كلمة (لا تسوى) فمعناها باللهجة الدارجة: لا تساوي شيئاً وفي الصفحة التالية سنقدم بعضاً من «الديوان الضاحك».