تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تسلح على حساب الغذاء

حـــدث و تعــليـق
الخميس11-6-2009
عبد الحليم سعود

رقمان كبيران كادا يمران في الأخبار مرور الكرام دون أن يأخذا حقهما من الدراسة والبحث والتحليل،

وهما مرشحان فوق العادة للارتفاع أكثر فأكثر مع استمرار عجز العالم عن معالجة أزماته الاقتصادية والمعيشية وكذلك صراعاته السياسية والعسكرية، فخلال الأسبوع الفائت تحدثت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن وجود ما يقرب من مليار جائع حول العالم(963 مليون)، فيما كشف معهد استوكهولم لأبحاث السلام قبل يومين عن انفاق عسكري عالمي في مجال التسلح وصل العام الماضي إلى 1464 مليار دولار.‏

بالتأكيد القوى ذات الانفاق الأعلى معروفة للجميع حيث تتقدم الولايات المتحدة للمرتبة الأولى برصيد من الحروب والتدخل في مختلف النزاعات التي يشهدها العالم، فقواتها منتشرة في كل مكان، ولا يكاد يكون هناك نزاع إلا ولواشنطن الحصة الأكبر فيه إما من خلال تجارة السلاح أو من خلال دعم أحد طرفي النزاع، ولكن اللافت أيضا أن أكبر النزاعات التي يعيشها العالم تتركز في قارتي إفريقيا وآسيا حيث يعيش في هاتين القارتين العدد الأكبر من جياع العالم وفقرائه.‏

معادلة لا يمكن تفسيرها أو فهمها دون الاقتناع بأن العالم يتسلح على حساب غذائه، ولو تم صرف المبالغ المخصصة للتسلح على فقراء العالم لانتهت هذه المأساة الانسانية، فالمعروف أن معظم الصراعات تتركز حول أماكن الثروات ومصادر المياه والطاقة، ولذلك فإنه كلما زاد عدد البشر زادت حدة الصراعات، وزاد معها حجم الانفاق العسكري، ليكون هناك في المقابل محرومون جدد يكابدون مرارة الفقر والجوع والأمراض.‏

وكما يبدو فإن العالم يتجه أكثر فأكثر نحو الجنون، فالاحصاءات تتحدث عن وجود ما لايقل عن ثمانية آلاف وأربعمئة رأس نووي منتشرة ميدانيا، ألفان منها في حالة تأهب يمكن اطلاقها خلال دقائق، ما يعني أن البشرية مهددة بالفناء، ما لم يتحرك عقلاء العالم ويفعلوا دور المنظمات الدولية المعنية بحل النزاعات الدولية وحفظ الأمن والسلام جنبا إلى جنب مع معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لما يقرب من سدس سكان الكرة الأرضية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية