تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حتى الدور الإنساني.. تعطله واشنطن!!

شؤون سياسية
الأربعاء 30/1/2008
محرز العلي

مرة أخرى يفشل مجلس الأمن الدولي في استصدار قرار يدين الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ويطالب بفك الحصار عن مليون ونصف المليون فلسطيني يتعرضون لحرب إبادة جماعية ويحرمون من أبسط مقومات الحياة من ماء وغذاء ودواء

بل زادت قوات الاحتلال على ذلك بقصف عشوائي على الأحياء السكنية وقطعت إمدادات الوقود ما أدى إلى تعطيل عمل المشافي والمراكز الصحية في القطاع وحرمان الجرحى والمرضى من العلاج الأمر الذي أدى إلى كارثة إنسانية واستشهاد العديد منهم.‏

عجز المجلس عن ممارسة أحد أهم جوانب دوره وهو الجانب الإنساني وترجيح الجانب السياسي تقف وراءه الولايات المتحدة الأميركية التي سطت وهيمنت على عمل مجلس الأمن الدولي واستخدمته لاستصدار قرارات تحقق لها أهدافها العدوانية وأفشلت عمله عندما تعلق الأمر بحلفائها وخاصة بربيبتها اسرائيل وفي ذلك انتهاك خطير للقوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة وإضعاف لهيبة المنظمة الدولية بل أشبه بشهادة العجز والوفاة لعملها ودورها في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.‏

إن اعتراض واشنطن على مشروع القرار الذي يدين الكيان الاسرائيلي يأتي في إطار سياسة الانحياز المطلق لسياسات هذا الكيان العنصري الذي يستهدف تجويع وإنهاك شعب بكامله ودفعه إلى أوضاع بائسة وتركه فريسة للأمراض وهذا ما أعطى الضوء الأخضر لهذا الكيان بالتمادي في إجراءاته العميقة وتحويل القطاع إلى سجن كبير لإجبار سكانه على الاستسلام والرضوخ للمطالب الاسرائيلية في شطب ما تبقى من حقوقهم لكن هذا الأمر محال ومن الصعب أن يستسلم الفلسطينيون بعد أن صمدوا لعقود طويلة في وجه أعتى الهجمات الشرسة دفاعا عن حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.‏

لقد برر المندوب الأميركي زلماي خليل زاد اعتراضه على مشروع القرار في مجلس الأمن عدم لحظ صواريخ المقاومة وكأن معاناة مليون ونصف المليون فلسطيني انحصرت بصواريخ المقاومة التي تأتي ردا مشروعا باعتبارها مقاومة ضد الاحتلال وردا على الاعتداءات المتكررة والمتواصلة التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين ما يؤكد أن المندوب الأميركي لايرى الأمور الا بالعين الاسرائيلية الوقحة التي استمرات على الكذب والمغالطة والقفز فوق الحقائق ولوم الضحية وتحميلها المسؤولية والآثام التي يعيشها الفلسطينيون.‏

لاشك أن التعاطي الأميركي مع مشروعية المقاومة ضد الاحتلال مستهجن ومستغرب ويدعو للتساؤل التالي: أليس الاعتزاز الأميركي بالاستقلال عن بريطانيا هو حصيلة المقاومة ? ثم لماذا تضامنت أميركا مع المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية?‏

ولماذا كانت المقاومة الأفغانية مشروعة ضد الاتحاد السوفييتي السابق وهي الآن محرمة ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي يدنس أرضا مقدسة للمسلمين والمسيحيين في العالم!!‏

إن تعطيل عمل مجلس الأمن الدولي من قبل الولايات المتحدة الأميركية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وبحلفائها يتطلب من المجتمع الدولي وخاصة القوى العظمى التحرك والتخلص من هذه السطوة والهيمنة الأميركية والانتصار لمبادئ الحرية والعدالة والمساواة لجميع الشعوب واحترام القوانين الدولية التي تكفل الأمن والسلام الدوليين والتي من دونها يتحول المجتمع الدولي إلى غابة ينفرد فيها القوي بالضعيف كما تريد أن تفعل اسرائيل وأميركا بسكان غزة الأمنيين العزل الآن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية