بالنسبة للحزب الديمقراطي و 4 أيلول للحزب الجمهوري وحسمت ثلاث ولايات من أصل خمسين ولاية اسم مرشحها المفضل وهي ولاية أيوا ( فاز فيها الديمقراطي باراك أوباما) والجمهوري ( مايك هوكابية) وولاية وومينغ ( فاز فيها المرشح الجمهوري ميت رومني ) وكذلك ولاية نيوهامشير ( وفازت فيها هيلاري كلينتون و الجمهوري جون ماكين ) ومن المقرر أن تعلن الولايات السبع والاربعون الأخرى أسماء مرشحيها على التوالي ولكن من الممكن جدا أن تحسم الأمور (يوم الثلاثاء الكبير) الذي يصادف هذا العام الخامس من شهر شباط, ففي هذا اليوم تتوجه 22 ولاية إلى صناديق الاقتراع منها كاليفورنيا ونيويورك وقد بلغت قائمة المرشحين في مضمار السباق خمسة عشر مرشحا انسحب العديد منهم من السباق لأسباب مالية في المركز الأول.
وفي واقع الأمر يتميز النظام الانتخابي الاميركي بتعقيداته من حيث طول مدته وارتفاع تكاليفه بشكل غريب وقد جمع كلا المرشحين الأكثر حظا كلينتون واوباما 100 مليون دولار والحبل على الجرار خلال الانتخابات التمهيدية يدلي الأميركيون بأصواتهم -وهم بعيدون عن فعل ذلك- ويختارون ليس مرشحا واحدا, وإنما قائمة من المرشحين الذين يلتزمون بالإدلاء بأصواتهم لمصلحة مرشح واحد خلال المؤتمر القومي ( ويمكن أن يتخلف أحد المرشحين عن التزامه).
بالإضافة إلى ذلك تتغير طريقة اختيار المرشح من ولاية إلى أخرى ففي ولاية أيوا على سبيل المثال يتم تنظيم اجتماعات مخصصة نظرياً للمؤيدين وحيث من الممكن التسجيل في وقت الاقتراع وقد استخدمت تلك الطريقة 24 ولاية في العام 2004 فيما اعتبرتها ولايات أخرى أشبه بحكم الأقلية لأنه يمنح نفوذاً واسعاً لزعماء الأحزاب ولجؤوا إلى الانتخابات التمهيدية المعروفة.
ولأن مسار الانتخابات تؤطرها الولاية فقد قررت تلك في بعض الاحيان الحد من النفقات, وفي عام 2004 اعتمدت 36 ولاية الانتخابات التمهيدية وتخلت عن ذلك كل من ولاية كنساس وداكونا الشمالية وكولورادو أما التعقيد الاضافي في الانتخابات الأميركية فهي أنها يمكن أن تجري بشكل (مفتوح) على جميع الناخبين الراغبين ( وفي تلك الحالة يمكن للجمهوري أن يصوت لمصلحة الديمقراطي والعكس صحيح) أو بشكل ( نصف مفتوح ) وفي تلك الحالة يتم التصويت لمصلحة حزب واحد.
وبالتالي ليست المرحلة الأخيرة التي يتم فيها اختيار المرشح للبيت الأبيض من الحزبين من قبل المؤتمر القومي سوى عملية شكلية لأن الجدل الحقيقي يدور حينها حول اختيار نائب الرئيس والذي يمكن أن يكون أحد الخصوم القدماء ومن الضروري بالتالي إعطاء ضجة إعلامية كبرى لذلك.
والانتخابات النهائية التي تجري عادة في أول ثلاثاء من شهر تشرين الثاني وتصادف هذا العام الرابع منه فهي ليست سهلة ولن تكون فهي انتخابات غير مباشرة في معظمها إذ تعمد كل ولاية إثر ولاية على تسمية الناخبين الكبار البالغ عددهم 538 ناخباً وهؤلاء يشكلون ما يطلق عليهم تسميته ( هيئة الناخبين) والرئيس الفائز عليه أن يحصل على 270 صوتا من أصوات هيئة الناخبين وتحرص كافة الولايات الخمسين إلى تحقيق التعادل في تمثيلها ولكن المساواة لها حدودها فالناخب الكبير في ولاية وومينغ يمثل على سبيل المثال 167081 مواطناً ومثلت الهيئة الناخبة في كاليفورنيا عام 2000 /645172 مواطناً وقد تم انتخاب الرئيس جورج بوش في العام 2000 بفارق 500 ألف صوت وبأقل من منافسه آل غور. وأياً كانت نتائج الانتخابات التي سوف تعلن في 8 كانون الأول المقبل من قبل هيئة الناخبين فإن الرئيس 44 للولايات المتحدة سوف يؤدي قسمه الدستوري على كتاب التوراة في العشرين من شهر كانون الأول عام .2009