تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل يغير الصورة ?!

ديلي ستار- بقلم دومينيكو مويسي
الأربعاء 30/1/2008
ترجمة: ريما الرفاعي

خلال فترة حكمه منذ سبع سنوات, استطاع الرئيس الأميركي جورج بوش أن يخلق موجة عداء كبيرة للولايات المتحدة في جميع أصقاع العالم, فعل ذلك أكثر من أي رئيس سابق.

الأمر الذي أثر سلباً على القوى المعتدلة في الولايات المتحدة عن طريق الاستخدام المفرط والقاسي للقوة.‏

وعلى هذا فإن تصالح الولايات المتحدة مع نفسها أولاً ومع العالم بأسره ثانياً سيكون في مقدمة أولويات أي رئيس مقبل, وإذا كان هناك من مرشح قادر على تحقيق ذلك والمساعدة في استعادة السمعة الأميركية عالمياً فهو المرشح الديمقراطي باراك أوباما. في بعض الأوقات تكون الظروف غير العادية حافزاً أساسياً لصنع قادة غير عاديين, ومن دون الثورة الفرنسية ما كان لنابليون بونابرت أن يصبح قائداً عسكرياً موهوباً وبناءً ,وبطريقة مماثلة فإن الفترة التي تمر بها الولايات المتحدة حالياً وعلاقاتها مع العالم التي أصبحت استثنائية حقاً يجعلها بحاجة إلى زعيم قادر على إجراء تغيير جوهري لنظرة أغلبية شعوب الأرض إلى الولايات المتحدة على أنها دولة الغطرسة والانانية والعقم.‏

وبالطبع هذا لن يقنع المعارضين بشدة للولايات المتحدة, لكنهم سيصبحون أقلية لأن الأغلبية الصامتة مستعدة للاقتناع بأن هناك حياة أفضل بعد انقضاء فترة بوش الرئاسية, لماذا ينظر إلى أوباما على أنه مختلف عن بقية المرشحين للرئاسة الأميركية? ولماذا يمكن له فعل شيء مختلف دولياً? رغم أن قدرة الرئيس المقبل على المناورة السياسية ستكون محدودة وقد لا يستطيع تغيير المشهد كثيراً بشأن العراق, إلا أنه قد يكون بوسعه المشاركة بشكل أكثر فاعلية في محادثات السلام الاسرائيلية- الفلسطينية (ولمصلحة إسرائيل طبعاً) والتعامل مع الصين الطموحة ومواجهة الاحتباس الحراري.‏

بوجه عام الانتخابات الرئاسية الأميركية لن تؤثر كثيراً على السياسة الأميركية,وحجم التأثير لن يتجاوز التفاصيل فمن الممكن أن يتم إغلاق معتقل غوانتانامو على سبيل المثال.‏

لكن إذا استطاع أوباما أن يقدم شيئاً مختلفاً فلن يكون ذلك بسبب فرص سياسية جديدة, وإنما بسببه شخصياً فمنذ اللحظة الأولى لظهوره منتصراً في الانتخابات على شاشات التلفزة ستصاب الصورة الأميركية والقوى المعتدلة بما يشبه الثورة الكوبرنيكية, وستتغير النظرة للولايات المتحدة في كل من إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وحتى في أوروبا وبصعود الولايات المتحدة إلى السيادة العالمية ستصبح نموذجاً يحتذى به في الغرب الذي ينظر إليه نظرة (بيضاء) جيدة: إن القوة في الولايات المتحدة انتقلت من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي وثم إلى الجنوب.‏

أخيراً يبدو أوباما بالنسبة لأوروبا التي اضطربت وحزنت من تحول الولايات المتحدة في العقد الماضي, الأقدر من بين جميع المرشحين للرئاسة على إيصال أميركا إلى الصورة التي يرغب الجميع في رؤيتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية