الباحث في معهد جي. كريغ فنتر هاملتون سميث, المشارك في البحث صرح قائلاً: إن الفريق نجح من خلال العمل الدؤوب في أن يبرهن على أن تكوين جينوم كبير بات ممكنا اليوم كما يمكننا التحكم بحجمه مما يفتح الطريق أمام تطبيقات مهمة مثل إنتاج الوقود الحيوي وكذلك المعالجة الحيوية للنفايات السامة.
العمل مستمر منذ خمس سنوات من الأبحاث توصل فيها العلماء إلى ما يقولون إنّها المرحلة قبل الأخيرة نحو تكوين حياة اصطناعية انطلاقا من مكونات وراثية للحمض النووي تم تحضيرها في المختبر, فيما يشبه أفلام الخيال العلمي.
والجينوم هو المكونات الوراثية أو ما يطلق عليه العلماء مجموعة الصبغيات التي تحتوي على كافة الصفات الوراثية لأي عنصر أو كائن حي والتي تميزه عن غيره من الكائنات, بمعنى أنها المكونات التي تجعل من الإنسان إنسانا وليس شجرة موز أو حشرة مثلا.
وقال فنتر في بيان: هذا الإنجاز الرائع هو أحد عجائب التكنولوجيا.
وأضاف أنّ فريق العمل أكمل الخطوة الثانية في عملية من ثلاث خطوات لتكوين عنصر حي بطريقة اصطناعية.
وفي المرحلة الثالثة من العملية وهي المرحلة التي بدؤوا العمل عليها سيعمل الفريق في مختبره في ميريلاند على تكوين جرثومة أو بكتيريا فقط باستخدام مكونات الجينوم الاصطناعي التي قاموا بصنعها لجرثومة ميكوبلاسما جينتاليوم.
وهذه الجرثومة التي تسبب بعض الامراض المنتقلة عن طريق العلاقة الجنسية تحمل أحد مكونات الحمض النووي الأقل تعقيدا لأي شكل من أشكال الحياة.
ويعرف الكروموزوم الذي قام فنتر وباحثون بتكوينه باسم ميكوبلاسما لابوراتوريوم وسيتم في المرحلة الثالثة من العملية زرعه في خلية حية يتوقع ان (يسيطر عليها) ليصبح حيا. وسبق لعلماء المعهد أن أعلنوا العام الماضي, أنهم نجحوا في زرع كل الحمض النووي من أحد الميكروبات, داخل ميكروب آخر لا يمت له بصلة قرابة.
وبعد العملية, أخذت الأحياء الخاضعة للدراسة, وهي أحياء تتكون من خلية واحدة فقط تماثل البكتريا, بإطاعة الجينوم الجديد لها بشكل تام, والخضوع لإرشاداته. وبدا سلوكها, في كل منحى, مماثلا لسلوك الأنواع الحية التي تبرعت بجيناتها.
ويعتبر البحث نسخة معاصرة من بحث سابق أجري في الأربعينات, حين نجح علماء في جامعة روكفلر بتحويل الحمض النووي من سلالة لنوع من البكتيريا إلى سلالة أخرى, ونجحوا في رصد تغيرات جينية في أجيال السلالة التي زرع فيها الحمض النووي.
إلا أن البحث الجديد لكريغ فنتر هو الأول الذي شمل نقل كل المادة الجينية من أحد الأنواع الحية إلى نوع حي آخر كان عاريا من الغلاف البروتيني المعقد الذي يحيط عادة بالحمض النووي والذي يعيق عملية الزرع.
ومثل هذا الاكتشاف يعتبر معجزة يلهث وراءها العلماء رغم ما تثيره من المخاوف من أن تؤدي لاحقا.