و إذا ما قارنا واقع شابنا بالشاب الغربي , فالشاب الغربي , عندما يبلغ سن النضج أي بعد سن الثامنة عشرة , يستطيع أن يتحمل مسؤولية كاملة عن نفسه وشخصه ويصبح له الحق من جملة ما يحق له أن يسكن وحيدا , علما بأن هذا الحق يصبح واجبا عليه في معظم الأحيان انطلاقا من مسؤوليته عن ذاته .
أما عندنا فإن النضج والمسؤولية عند الشاب تتعثران كثيرا, وتتحولان الى عبء لأسباب متعددة , اقتصادية اجتماعية مرتبطة ببنيوية العلاقة داخل أنماط الأسر السائدة في مجتمعنا .
وهذا موضوع مهم جدا,إن مفهوم السيادة الذاتية عند الشخص على وجوده وحركته واستقلاليته الاقتصادية , وفكره وحياته عامة لا يملكها بقدر ما هي ملك للمحيط والأسرة والأهل , وكأن الأهل يتقمصون جسد الأبناء .
فيظهر ما يسمى غيرية وتضحية عند الأهل صحيح على الصعيد الاقتصادي ولكنه ذاتية وأنانية على صعيد العلاقات الانسانية النفسية.
ولانجد أهلا يخرجون نسبيا عن النمط التقليدي الا بنسب قليلة , يعطون للأبناء فرصة للتنفس والتجديد بعيدا عن عيونهم وبعيدا عن عيون المجتمع.
فهل صحيح أن ما يمكن أن يقوم به الأبناء خارج إطار الأهل يؤثر على سمعتهم أمام الرأي العام .