والذي بات متلاصقاً بالسطحية والاستغلال والتسلية والأحاديث التافهة والشكلية? وهل يقبل الشباب بهذا? أم يعتبرونه اتهاماً وحكماً عاماً يفتقد للدقة?
لذلك كان لابد من سؤال عن القيم الحضارية والأسس التي يجب أن تحكم بها على ثقافة الآخرين وتحضرهم?.
ريم أسعد: طالبة سنة رابعة هندسة مدنية تؤكد أن القيم اليوم بالنسبة لأغلب هذا الجيل تندرج تحت إطار الثراء ولكن هذا أمر جداً خاطىء فالتحضر لا يمكن أبداً أن يكون بواسطة المال والثروة بل في الأخلاق واحترام الآخر وعدم ازدرائهم أو التقليل من شأنهم واحترام العادات والتقاليد لذلك أنا أؤمن أن مفهوم التحضر يجب أن يبدأ من تطوير الإنسان لنفسه دائماً قبل غيره.
سميرة أحمد طالبة سنة ثالثة اقتصاد تقول: الحضارة يجب أن تبدأ بتطوير الإنسان لنفسه أولا شكلاً ومضموناً فلا يكفي أن يكون الإنسان متعلماً وثرياً يرتدي آخر صيحات الموضة ولديه سيارة آخر موديل حتى يكون متحضراً بل تكون الحضارة من خلال الثقافة والوعي وعدم الانطواء على الذات ثانياً ومواكبة تجارب وثقافات الآخرين ثالثاً.
وفي السياق نفسه تجد طالبة الاعلام منى أحمد سنة ثالثة إن الحضارة فكراً ومضموناً يجب أن تعتمد على مبادىء العلاقات الإنسانية بين البشر واحترام الرأي الآخر وألا نكون انطوائيين ومنغلقين في أفكارنا وحياتنا بل أن نطمح دوما إلى التطور والتقدم ثم بلا شك يأتي المظهر بعد ذلك مكملا لهذا التحضر وليس أساسا له ولكن للأسف إن معظم شباب هذه الأيام هم كثر يعتمدون على الشكل الخارجي مبدأ أساسياً لمظهر الحضارة حيث إن معظمهم ينظرون إلى الحضارة على أنها (بدلة- سيارة- مكتب وغير ذلك من المظاهر الشكلية التافهة).
ومن الإعلام إلى الطب حيث تحدث أحمد العيد سنة خامسة طب بشري عن مفهوم الحضارة في هذه الأيام فقال للأسف مفهوم الحضارة في مجتمعنا بدأ يتخذ منحى سلبياً جدا فهذا نراه يقلل من احترام الآخر وذلك لا يفوت فرصة لاستغلال جهود الآخر بأي ثمن وتلك تعتمد التسلية والسذاجة والسطحية منهجا لها والكل يختبىء تحت قناع واحد مع التحضر متناسين أو بالأحرى تناسوا أن الحضارة يجب أن يميزها الانجازات التي يقدمها المرء لنفسه أولا وللآخر ثانيا من ثقافة وعلوم وآداب وغيرها من مظاهر الحضارة الحقيقية.
أما الطالبة سمر محمد في كلية التربية فركزت على أن مفهوم الحضارة يندرج تحت قيم ثلاث وهي الأخلاق والأصول الإنسانية والثقافة العالية ولكن ما نراه من سلوك شبابنا هذه الأيام من مظاهر غريبة يثير الشفقة واليأس في آن كقيادة شبابنا للسيارات بسرعة جنونية غير عابئين بأرواحهم وأرواح الآخرين وارتداء الثياب بطريقة مبتذلة تظهر مفاتن الفتيات والشباب معا وقلة احترام الآخرين والاستغلال وإلقاء القمامة في الشوارع والاستهتار فكيف يوصف بالتحضر من يتصرف مثل هذه التصرفات.
ما سردناه سابقا كان جانبا اتفق عليه الجميع بأن الحضارة مظهر ثقافي متقدم والمتحضر هو المتابع لكل جديد في عالمنا والمستفيدون من أخطاء الماضي وعلى الرغم من وجود النظرة الإيجابية لمفهوم الحضارة وقيم التحضر إلا أن النماذج السلبية باتت متشرذمة وبكثافة في مجتمعنا وبشكل يثير التساؤل والمخاوف في آن بحيث بات الأمر يحتاج إلى وقفة مع الشباب والحوار معهم وتأمين محيط اجتماعي يعيد لهم الثقة بالقيم الإنسانية وأصالتها.