وقد تغضبها بعض سلوكياته وطباعه, ولكن تبقى الحقيقة أن إدراكها في واد, وحبها لهذا الرجل في واد آخر.
وما أكثر شكاوى النساء من الرجال في قصص الحب, ولكنها شكوى تبقى دائماً مجرد حديث عابر, لا يجرؤ على المساس بدقات القلوب, وقدرة على غفران كل ما يرتكبه الرجل.
فالمرأة عندما تحب الرجل.. تسلك مسلك الأم تجاه طفلها, فهي تشكو شقاوته وفوضويته وعناده وكثيراً ما تحذره من عقابها, ولكنها في نهاية الأمر, القلب الرحب الحنون الذي لا يحمل إلا مشاعر الحب والاهتمام.
والأوضح في هذه الحالة وعندما يخطىء الرجال, أن المرأة تقوم بالدفاع المثابر عن رجل تعرف أنها بفقدانه سوف تنتظر الكثير, حتى تجد علاقة الحب البديلة, وهنا يكون تحمل المرأة لأخطاء الرجل ليس مقياساً أو دليلاً على شدة الحب, ورحابة الصدر, والإدراك, وإنما مجرد رد فعل تضطر إليه, حين تشعر بالأمان, وكأنها تقول:(كل رجل له عيوبه, ورجل له عيوب في اليد, خير من عشرة رجال دون عيوب على الشجرة).
ولأننا مجتمعات تسيطر عليها أفكار الرجال, وأحلامهم ومشاعرهم ومصالحهم, يكون نصيب المرأة من تعب الحب هو الأعظم, تتقبله راضية قانعة, حتى لا تتهم بالتمرد (وهو صفة رجولية) فتفسد أنوثتها ودلالها.
ربما سيطول الوقت قبل أن نكتشف فعلياً سر تلك الحالة الشعورية التي تجعل المرأة أسيرة لرجل, لا يعاملها بما تستحق, أو تتمناه, ورغم ذلك تحبه.. وتزدهر عواطفها.. وتثمر.. تحت جناحه.