تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سامي أحمد: الكتابة رغبة والنشر نشوة

شؤون ثقا فية
الأربعاء 30/1/2008
مها يوسف

سامي أحمد شاعر عربي سوري أغنى تجربته الإبداعية بالعمل الدؤوب على تطوير مفرداته وتكثيف مدلولاتها وقد أصدر أكثر من /5/ مجموعات شعرية حتى الآن . حول تجربته الابداعية كانت لنا معه هذه الوقفة:

> أنت مقل باصداراتك الشعرية, هل يعود ذلك الى عملك كناشر ? أم أنك تقمع الشاعر لأن زمن الشعر قد ولى?‏

>> لأن الشعر فن, يجب ان نحافظ عليه ولا نجعله مهنة ,من هنا اعتبر نفسي غير مقل, فالاكثار من أي شيء يفقده طعمه حتى ولو كان شعراً..‏

الشعر كيفي وليس كمياً, (وديوان (أوراق العشب) للشاعر الامريكي وولت ويتمان الصادر عام 1856 لا يزال يقرأ الى الآن بمتعة وتدور الدراسات عليه من الشرق والغرب, وعذابه مالئ الدنيا وشاغل الناس, ولم يكتب غيره في حياته.‏

اعتبر الكتابة رغبة, والنشر نشوة هذه الكتابة, فأنا أريد أن أبقى في الرغبة, كي أكتب خارج حسابات النشر هذا مسموح وذاك ممنوع وأشعر ان مجموعاتي السابقة لم تقرأ نقدياً إلى الآن, ولو قرأت لما كنت الآن أجيب على اسئلتك . ليس لأن زمن الشعر قد ولى ولكن لأن الشعر الرسمي اليوم الذي ينتج في العالم العربي في معظمه مهووس بالخطابات والبلاغات وليس معنيا بجمالية الأشياء التي في الشارع.. فالشعر بالنسبة لي كائن أعيشه أكثر مما أكتبه, أراه منثوراً على الارصفة وليس في الصالونات والمراكز الثقافية.‏

> المتابع لتجربتك الشعرية يلاحظ انك تحاول التفرد من خلال توصيف مفاهيم فلسفية في النص الشعري, غالبا ً ما هي مستقاة من الحياة , هل وفقت بذلك حسب رأيك?‏

>> التفرد حالة صحية داخل الشعر, لأنك عندما تنتمي الى جماعة, سوف تنتهي داخل الجماعة, ويتحول الشعر الى ايديولوجيا ويصبح الاستنساخ داخل قطيع شعري كما يحصل الآن عند أغلب الشعراء. أكتب اليومي بهم انساني, فالتفاصيل صارت تعنيني أكثر من القضايا الكبرى..‏

>يلاحظ المرء انك تطور اسلوبك الشعري, وتصبح جملتك أكثر تكثيفاً مع ايحاءات في الصورة.كيف يتأتى لك ذلك ?.‏

>> تكثيف القصيدة يبعدها عن الخطاب المؤدلج والمباشر وتكون القصيدة القصيرة أكثر حرية بالتعبير عن الفكرة, وهي نوع من الصلاة الهادئة, الخفيفة الساخرة والمدهشة, والجمهور العربي غير معتاد عليها لأنها غير مرتبطة بالتصفيق.‏

تكثيف القصيدة يجعلك تسكن على الارض, بعكس المطولات الشعرية العربية التي ترغب دائماً ان يكون سكنك في السماء..‏

التكثيف المركز نص له معان ودلالات تنسج للقارئ بأن يشاركك بها وباكتشافها , وهذا التكثيف يتطلب مني ان أعلم اللغة ما أريد.‏

>ماذا في جعبتك من جديد بعد مجموعاتك عميل التعب وزميلاتها?‏

>> مجموعة جديد قيد الطبع بعنوان ( شبّه لي)‏

> هل مجموعتك الجديدة استكمال لمجموعاتك السابقة في التكثيف?‏

>> بالتأكيد .. فهناك وحدة حال متكاملة وكل ما أكتبه مشروع واحد أجرب فيه ان اصل الى قصيدة مكتملة بكلمات أقل, تكون فيه القصيدة خالية من التطبيل اللغوي والمجاز.‏

> كناشر , هل ترى ان الشعر في الدول العربية حاله كحاله عندنا يعاني من ركود وانكماش?‏

>> هناك دائما أصوات جديدة, وقراء جدد يتابعون قصيدة النثر.. فمثلاً أنا أنشر في العام ما يقارب مجموعات شعرية جديدة لشعراء جدد لم ينشروا سابقاً وأجد أصواتها تلقى صدى في المعارض العربية, ويكتب عنها فيما بعد.‏

أما الركود والانكماش فسببه الاعلام الرسمي الذي لا يعترف إلا بشعر الرواد أو كما يسميهم (الكبار) وهم أنفسهم لا يرون ان هناك شعراء جدداً يكتبون خارج اسوارهم, والرواد لا يعترفون بأن لهم آباء ويقولون ليس لنا أبناء..!‏

بعض الاعلام الرسمي الى الآن لا يعترف لا بالعمود ولا بأوزان الخليلي. وعموماً الشعر العربي ليس بخير ويعاني من مرض التشابه , حيث لا جديد في الشعر, وكل جديد يحارب.وهذا سبب ركوده..‏

> لمن تقرأ من الشعراء?‏

>> ليس لدي شاعر مفضل , أي بالنسبة لي هناك نص مفصل يفرض نفسه, فأنا أقرأ لشعراء جدد لم ينشروا الى الآن وأجد عندهم من الضربات في الشعر لم يسبقهم اليها الكبار .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية