لتغير كثيراً من المكتشفات التاريخية, ومثبتة للعالم بأن بلادنا هي مهد الحضارة الانسانية, ولا بد من الاشارة الى ان الزميلة كنانة صدقني رئيس المكتب الصحفي في المديرية العامة للآثار والمتاحف, قد زودتنا بمجموعة قيمة من المعلومات عن هذه المكتشفات .
في غوطة دمشق
عثرت البعثة السورية الفرنسية المشتركة على خمس جماجم بشرية مقولبة بأقنعة مجصصة وملونة تعود الى القرن السابع قبل الميلاد, داخل قرية نموذجية مبنية من الطن, تمثل وجوهاً لأناس قطنوا قرية تل أسود في غوطة دمشق منذ ما يقارب 9500 سنة, ولهذا الاكتشاف اهميته في إلقاء الضوء على بدايات التحنيط, وعلى بدايات عمليات الدفن الشعائري ما يعكس تطوراً في الفكر العقائدي.
-الفرات والكتابة التصويرية
أما على الضفة اليمنى لنهر الفرات قرب الحدود مع تركيا عثرت بعثة سورية فرنسية في موقع جعدة المغارة ضمن بيت دائري على شكل رأس ثور طليت جدرانه بلوحات حجرية احتوت نقوشاً ورموزاً تجريدية ربما تمثل نواة الكتابات التصويرية الاولى في المنطقة والعالم ويدل هذا الآثر المكتشف على ان أقدم ممارسة شعائرية خاصة لعبادة الثور المقدس انتشرت في الألف التاسع ق.م في الفرات الاوسط.
-درعا ومسلة مصرية
وفي قرية الشيخ سعد التابعة لمحافظة درعا, عثرت بعثتها الوطنية على كتلة حجرية بازلتية مكونة من قطعتين مسلة تشكلان معلقة مصرية عليها نقوش باللغة الهيروغليفية المصرية القديمة, تؤرخ لفترة رمسيس الثاني (1400-1500ق.م) وهي تعود الى نوع من المسلات كان ينصبها المصريون اثناء فتحهم للبلاد المغزية, وهي الاولى من نوعها المكتشفة في سورية.
-جبلة وصناعة الذهب..
كما كشفت اعمال التنقيب في مسرح جبلة الاثري عن غرف الملقنين للممثلين في المنصة الرئيسية في الجهة الشمالية للمسرح حيث ظهرت اربع غرف بحالة انشائية ومعمارية ممتازة عدد أبوابها سبعة, ويعود تميز هذا الاكتشاف: الى انه لم يسبق ان تمت اظهار غرف الملقنين في المسارح الاثرية المعروفة بما يعرف بكيفية اخراج الاحتفالات على خشبة المنصة في ذلك الحين, وتم العثور ايضاً في اروقة المسرح على قالب لصب وصناعة الذهب من العصر المملوكي عليه كتابات اسلامية ويستخدم في صب وصناعة المجوهرات والقطع النقدية الذهبية.
-تدمر مدافن جديدة
وفي موقع المدافن الجنوبية الغربية لمدينة تدمر عثر على مدفن ارضي يضم العديد من المعازب, مؤسسه ( زبد عته ونشا أبناء مطري) في عام 130م.
وعثر فيه ايضا على مجموعة منحوتات حجرية تمثل مشاهد جنائزية وتماثيل نصفية لأصحاب المدفن, اما في موقع المدافن الشمالية الغربية تم الكشف عن مدفن تدمري يضم 16 معزباً في كل منها قبران, وعثرت البعثة الوطنية على مشهدين جنائزيين غير مكتملي النحت ولوحتين فنيتين الاولى نصفية لرجل نقش اسمه باللغة التدمرية ( زبيدة بن عقربن) والثانية نحت عليها رجلان أحدهما يرتدي لباساً عسكرياً والآخر لباساً تدمرياً تقليدياً والى جانبهما جمل يجره طفل صغير.
ريف دمشق : مدافن جماعية:
وفي التل المجاور لقرية حينة ( حوض نهر الأعوج) تم الكشف عن مدفن جماعي يعود الى القرن الثامن عشر ق.م , ويضم العديد من الهياكل العظمية المتناثرة اضافة الى أساس جنائزي يتألف بشكل أساس من منتجات فخارية محلية, منها أكثر من 120 جرة فخارية ومباخر وأوان فخارية جنائزية وبعض أدوات الزينة المصنوعة من العظم وبعض الاحجار الثمينة التي تنتمي الى أنماط يمكن ربطها مع التقاليد الامورية التي سادت بلاد الشام في النصف الاول من الألف الثاني ق.م.
وأخيرا أقامت المديرية العامة للآثار و المتاحف بالتعاون مع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون, مشروع تأهيل دروب المشاة في المدن المنسية شملت ثلاثة دروب يبلغ طولها 60 كم مع تصميم وتنفيذ لوائح دلالية ورسم خرائط للدروب واعداد منشورات توعية محلية, وهذه الدروب تقود السائح في حله عبر تسع مدن موغلة في القدم البشري تعود الى القرن العاشر ق.م واكثر من عشرين موقعا اثرياً وعشرات المعابد الرومانية والكنائس البيزنطية.