والملاحظ أن آلافاً من الشباب والشابات قد سبقهم قطار الزواج ووقعوا فريسة غلاء المهور والأعراف السائدة والأوضاع المعيشية وارتفاع العقارات وأصبحت هذه المشكلات مطروحة من قبل رجال الدين والأهل والباحثين الاجتماعيين, ولكن بلا نتيجة والمشكلة في تفاقم أكثر..!!
وفي ظل هذه الظروف الصعبة اتجه بعض شبابنا وشاباتنا إلى زيجات غير متكافئة سميت زواج الصفقة أو المصلحة. كزواج شاب صغير السن من فتاة تكبره ب10 سنوات على الأقل طمعاً بمالها أو بيتها أو زواج فتاة صغيرة من رجل يفوقها بالعمر 20 أو 25 سنة طمعاً بماله وعن زواج الصفقة تعددت الآراء واختلفت وجهات النظر:
مها.ن خريجة جامعية 25 سنة لا أمانع من الزواج برجل يفوقني عمراً 20 سنة أو أكثر بشرط أن يكون غنياً ويمتلك كل المقومات التي تمكنني من السعادة ويكون قادراً على توفير المنزل والأثاث الجميل والسيارة وغيرها من الأشياء التي تحلم بها الفتاة لأن الحياة المعيشية صعبة ولست مضطرة للخوض في غمار الحياة, وخاصة أن هناك فرصة يجب أن استغلها.
محمد أحمد. تاجر إنها طريقة عرض وطلب لا ترقى لمستوى الاحترام, وإنها تعتبر تقليلاً من القدر ولا يمكنني أن ألجأ إليها حتى لو بقيت طول عمري بلا زواج وأعتبرها انتقاصاً من حقي.
ج.م موظفة أرى بعض الشباب يطلبون مواصفات معينة بالفتاة ويبدو الأمر طبيعياً بظاهره وهنا يكمن مربط الفرس, فهو يخطط لأمر يريد الوصول إليه قد تكون لديه ضائقة مادية يريد أن يفكها على حساب زوجته.
وبتعدد الحالات نرى أن هذا الزواج يقف تحت مظلة الاختيار العقلي والسؤال: هل ينهار بعد أن يحصل أحد الأطراف على ما كان يخطط للحصول عليه? أم تستمر العلاقة الزوجية دون أي عقبات أو خلافات? وعن وجهة أصحاب الاختصاص يقول د. بلال إعرابي الاستاذ في علم الاجتماع- جامعة دمشق في هذه المسألة: الحقيقة عندما نتحدث عن الزواج نتحدث عن علاقة تقوم على أسس صحيحة والمقصود هو التكافؤ بين شريكين حتى في أقصى الدرجات قدر الإمكان, وهذا التكافؤ لا يرتبط بتطابق إنما نقصد بما يرضاه المجتمع, وإذا كان الفارق بالسن كبيراً جداً فهذا زواج غير متكافئ, ولا توجد فيه علاقة بين اثنين متساويين فهي تصبح علاقة بين شخصية ولعبة ليس لها قرار.
وأجريت دراسة في جامعة دمشق تبين فيها أن الطلاب بنسبة 70% يفضلون الزواج بمن هي أقل منهم تعليماً وهذا شيء يدل على أن الشباب يفضلون الزواج من فتيات يستطيعون السيطرة عليهن بشكل كامل.
وعندما نفكر بالزواج يجب أن تكون العلاقة بين الزوجين متكافئة وتحمل صفات الاهتمامات المختلفة ويفضل أن يكون لهما أصدقاء مشتركون لأن ذلك يزيد الاهتمام المشترك, وهناك شكل آخر لزواج الصفقة أو المصلحة ونقصد به زواجاً غير متكافئ اقتصادياً فهو يؤدي إلى علاقة تشوبها المشكلات بشكل دائم أو علاقة غير صحيحة من قبل الطرفين.
فنجيب محفوظ جسد ذلك في قصة البداية والنهاية من خلال شخصية الشاب حسين الذي يطلب الزواج من الفتاة ويقول إنه لا يريد أن يتزوج فتاة بل أراد أن يتزوج طبقة فهو عملياً يريد أن يخرج من مجموعته إلى مجموعة أخرى فزواج الصفقة مبني على مصالح يريد أن يحققها واحد على حساب الآخر فهو زواج فاشل لا يحقق علاقة مودة ورحمة.