فكيف إذا كان الأهل في غفلة عما يجري أو غير مدركين لها.
-الدكتور:سمير مراد-كلية التربية - حدثنا عن تلك العوامل التي أثرت على الطريقة التربوية للابناء داخل الأسرة.
وعن الاساليب الواجب اتباعها قال:
من الخطأ أن نقول أن دور الاسرة يتوقف عندما يدخل الطفل إلى المدرسة بل يجب ان يستمر دورها ليتحول إلى دور تكاملي.فكما تقول الدراسات (إن الطفل كائن بيولوجي,وتأتي الأسرة والمجتمع ليحولانه إلى كائن اجتماعي).. ولكن وجود الكثير من العوامل الحديثة أثرت على الطريقة التربوية للابناء:
-كالمستوى الثقافي للأب والأم والذي له الدور الكبير في تكوين اتجاهات الاسرة نفسهانحو التعليم والعلم والعلاقة القائمة مع المدرسة.ويؤثر المستوى التعليمي للاسرة على كل الجوانب الصحية والاجتماعية والدخل..!
-واضافة إلى عامل الجو الاسري الذي يفترض ان يسوده الاحترام والتقدير ولا سيما في إسلوب التعامل مع الابناء .فهناك اسلوب القسر وفرض الرأي ونجد في أسر الاسلوب الديمقراطي الذي يقوم على الحوار والتفاهم وأسر أخرى اسلوب اللين الزائد أو التسيب..فالاسلوب القسري أو اللين لهما خطورات ومشكلات وأثار سلبية على تربية الأبناء.
- والعامل الثالث الذي يؤثر على تربية الاولاد مدى متابعة الاهل لسلوكيات الابناء داخل وخارج الاسرة.وعلاقتهم بالعالم الخارجي وملاحظة التغيرات السلوكية التي تطرأ عليهم جراء ذلك.وهذا يسهل عملية العلاج والتقويم ,ولا سيما في عملية التواصل مع المدرسة.
فالاسرة المتعلمة تدرك أهمية التعاون مع المدرسة لحل المشكلات والصعوبات التي تعترض ابنائهم.من خلال الزيارات المتكررة للمدرسة وحضور مجالس الاباء والذي يعتبر جسراً للتواصل والتفاعل.
ولكن مع الأسف نرى بعض الاسر نتيجة -الضغط الاقتصادي والامكانيات المادية الضعيفة يجعلها تقصر في هذه المسألة ما يسبب خللاً بالرعاية التي يفترض ان تقوم اتجاه ابنائها.
المبالغة في العقاب
ومن العوامل التي باتت تؤثر على التربية اساليب العقاب والثواب ,حيث تبالغ بعض الاسر في استخدام العقاب القسري ,وخاصة الذي يتعدى الاذى الجسدي واستخدام العنف ما يترك اثاراً سلبية من الناحية النفسية الاجتماعية على الابناء ويؤدي إلى العزلة وحالات الاكتئاب أو إلى التمرد والعنف واستخدامهم لهذا العنف باتجاه رفاقهم واخوتهم كنوع من ردة الفعل.. حيث توجد اساليب تربوية لاستخدام العقاب الايجابي كحرمان الابناء من الاشياء المحببة لهم.
كثرة الدلال
-وهذا يقودنا للحديث عن وجود اخطاء شائعة بين بعض العائلات التي تفرط في تلبية متطلبات اولادها ولو كانت غير ضرورية وتكثر من دلالهم?من الهدايا والمال عليهم كنوع من الرفاهية.فلا بد من بعض الممنوعات التي ترى الاسرة بأنها ضارة عليهم ويجب ان تعلمهم متى تقول (لا) وتقنعهم بأن ذلك لمصلحتهم .
وإن هناك احتياجات اساسية يجب ان تلبيها من تغذية ورعاية صحية وتعليم...والمعروف الذي تمنحه يجب أن يكون قدر احتياجات الابن.لإنه إذا زاد عن الحد قد يستخدمه في المكان غير الصحيح ويكون مجالاً للانحراف السلوكي والتدخين.
ونرى هذا الشيء على أرض الواقع وبشكل كبير..
-سلاح ذو حدين-
ولم تعد الاسرة وحدها المسؤولة عن توجيهات الأبناء فوسائل الاعلام تؤثر تأثيراً كبيراً على التربية,و لها جوانب ايجابية من حيث تقديم المعلومات ومصدر من مصادر التعليم ولكن بالوقت ذاته هي خطيرة جداً عندما يشاهدون البرامج غير المعدة لهم ويكون تأثيرها سلبياً من حيث تعليمهم العنف والاطلاع على الثقافات الوافدة والمنقولة من مجتمعات لديها عادات تختلف عن عادات مجتمعاتنا العربية إضافة إلى مقاهي الانترنت ونوادي التسلية والملاهي التي انتشرت بشكل كبير في المدن وروادها هم من الشباب والمراهقين وتشارك الاسرة في تربية الابناء وتكمن خطورتها بعدم مراقبتها لا من الاهل ولا من الذين يقدمون هذه الخدمة فهي تقدم للمراهقين برامج غير صحيحة,ولا سيما المحطات الفضائية التي تتعامل مع الجنس بطريقة غير علمية والتي تساعد على الانحراف.
- جماعة الاقران وأصدقاء الابناء هم من العوامل المنافسة للاسرة ولهم تأثير كبير وأقوى من الاب والام وخاصة في فترة المراهقة ,فإذا كانت الجماعة مختارة بشكل صحيح يكون تأثيرها ايجابياً وإذا كانت من النوع الذي يعاني الانحراف الاجتماعي يكون تأثيرها خطيراً جداً.
-وأخيراً:على الاسرة ان تدرك خطورة تلك المنافسات وتتعامل معها بشكل منطقي وبوعي ويكون بتحصين الابناء من داخل الاسرة,وتتعامل مع الابناء بدون تمييز ولا سيما بين الذكر والانثى.فهو عامل سلبي يجعل احد الاطراف يشعر بالدونية تجاه الطرف الآخر إضافة إلى حرمانهم من حقوقهم الاساسية والتي اشارت لها اتفاقيات حقوق الطفل (حق الحياة,وحق الشعور بالأمن)..