تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تغيرت اتجاهات القيم

مجتمع
الأربعاء 30/1/2008
ميساء الجردي

كيف ينظر الناس إلى العولمة التي نواجهها اليوم, ومانوع الأفكار التي تتصدى لها, وما الثقافة التي نخاف عليها, وهل نحن محصنون ضد الثقافة الاستهلاكية التي تطرحها العولمة?

هذه الأسئلة وغيرها الكثير, يجيب عنها كل من الدكتور نزيه الحسن والدكتور زهير غزاوي, من خلال الندوة الفكرية الثالثة التي أقامتها المستشارية الثقافية الإيرانية حول مستقبل الثقافة الإسلامية في ظل العولمة, ومن هنا أكد الدكتور الغزاوي: كيف أن العالم تحول إلى قرية واحدة تبعاً لمفرزات التكنولوجيا في مختلف المجالات.. فخلص الباحثون إلى وجود غزو ثقافي حضاري هائل للعالم الإسلامي لا يهدف إلى تفوق تقني فقط بل إلى هيمنة.‏

كما اتفق علماء الاجتماع: أن الأضعف من الأمم هو الذي يقلد النتاج الحضاري والثقافي للأقوى, ومن الواضح أن قيم الحضارة الأمريكية من خلال هيمنة الإعلام بدأت تهدد بلدان العالم كله, في اللغة والفن واللباس والسلوك.‏

وفي إجابة حول القيم الأخلاقية السلبية التي تروجها العولمة في أرجاء العالم يقول: إن هيمنة العولمة تستبدل القيم الأخلاقية التي يعتبر الدين المنبع الرئيسي لها بنسيج آخر من السلوك الاجتماعي ( قد يلبي متطلبات عصر التقدم التكنولوجي, لكنه يقوم بإلغاء القيم الأخلاقية المطلقة التي عبر عنها الدين والفلاسفة الكبار وفرض مفاهيم جديدة للتعامل الإنساني والثقافي يقوم على القوة والمال واستعباد الآخر.‏

هذه القيم السلبية السائدة جعلت الثقافة الإسلامية في حالة حرب مع هيمنة الثقافة الغربية بدلاً من الوصول إلى قواسم مشتركة.‏

ومن هذه القيم, أولاً تسليح المرأة, إذ تميز عصر العولمة بثقافة الجسد بديلاً من كل الجهود الإنسانية لتحرير المرأة.‏

ثانياً: الديمقراطية الاجتماعية التي تغلبت فيها المصلحة الفردية على الأخلاق والقيم, وأقامت فاصلاً بين الفكر والسلوك وبين ما هو متوارث من قيم أخلاقية للمجتمع ( أمانة, صدق, مودة ) إلى مجرد مفهوم بلا عمل . فتحولت العلاقات بين الناس إلى حسابات.‏

وثالثاً: استعباد الشعوب وإبادتها إذا حاولت تحدي هذا الاستعباد.‏

على حين وصف الدكتور الغزاوي الثقافة الإسلامية التي ترتكز على سلسلة القيم الأخلاقية المطلقة, من أجل إنشاء مجتمع إنساني عالمي تسوده العدالة والرحمة بأنها إيديولوجيا تعتمد على القيم كشرط لازم في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولهذا فهي نظرية وتطبيق معاً, وليس لمجرد التحدث عن القيم دون العمل بها.‏

ويرى الباحث أن الأسباب السابقة كانت سبباً في انقسام اتجاهات الناس حول العولمة, فمنهم من يقدمها على أنها المعرفة والسوق الحرة والقرية العالمية دون النظر إلى سلبياتها, ومنهم من يراها خطراً على المجتمع الإسلامي ومنهم من يسعى لدمج الانفتاح الثقافي التكنولوجي مع القيم الإسلامية.‏

وتحدث الدكتور نزيه الحسن حول مستقبل المجتمع في ظل العولمة مبيناً أن مصطلح العولمة طرح بصورة غامضة في مختلف الجوانب, فكان ذلك سبباً لتعميم النموذج الغربي بسلبياته وإيجابياته في هذه الجوانب لتشمل العالم كله وبوصف النموذج الأمريكي هو صيرورة الحضارة الغربية, انقلب مصطلح العولمة ليصبح مساوياً للأمركة, فانقسمت الساحة الفكرية وتوجه الناس إلى الاتجاهات التي ذكرت سابقاً.‏

ولهذا فإن العالمية تتوجه بوسائل اختيارية محترمة حرية الإنسان, بينما العولمة هي فرض القيم بوسائل إكراهية يوجهها أصحابها إلى إرادة الإنسان ليكسروه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية