فكيف يمكن أن يقتنع المشتركون أن الانقطاعات الكهربائية في ريف دمشق هي سوء توزيع أيضاً,من الملاحظ أن الاستخفاف بعقول المواطنين وصل حداً لا يمكن وصفه ففي كل دول العالم المتقدمة والمتخلفة منها إذا حدث أمر طارىء في الشبكة الكهربائية أو هناك اصلاحات أو حتى برنامج للتقنين في الشركة والذي لا يوجد له مثيل في العالم إلا عندنا فدائماً هناك إعلان في معظم وسائل الإعلام لكي يأخذ المشتركون احتياطاتهم وبذلك يكون الأمر هيناً عليهم.
ولا ندري ما اعذار شركة كهرباء ريف دمشق حيث كان المأمول منها الكثير, والانقطاعات المتكررة للكهرباء ولأكثر من مرة باليوم وصلت حداً لا يمكن وصفه ومعاناة المشتركين تكبر وتزداد حيث لا يدري المشترك في أي وقت يمكن أن تنقطع الكهرباء, والانقطاعات ليست وليدة اليوم والليلة فقط حيث انقطعت قبل وأثناء الامتحانات المدرسية و أثناء الهطولات الثلجية وانقطعت ليوم كامل في بعض المناطق.
والأهم أن مراكز طوارىء الكهرباء بريف دمشق خارج التغطية دائماً, ولا يمكن لأي مشترك ومهما حالفه الحظ أن يوفق ويتمكن من الاتصال مع عمال الطوارىء وفي هذا السياق يقول السيد أبو مازن: أثناء الامتحانات النصفية وأنا أقوم بتعليم وتدريس الأولاد انقطعت الكهرباء في وقت حرج ودون سابق إنذار ولدى الاستفسار علمنا أن هناك عطلاً ما طرأ في أحد الخزانات, فحاولنا الاتصال مع طوارىء الكهرباء في منطقة القزاز وبعد ساعتين من الاتصال مع المركز أفلحنا أخيراً وتمكنا من التحدث مع أحد العمال وإخباره عن العطل ولكن العامل قال إنه لا يستطيع إصلاح العطل لعدم وجود سيارة بالمركز, فتبرع أحد الجيران وذهب لإحضار العامل وبالفعل حضر العامل وتم إصلاح العطل وبعد ذهابه بعشر دقائق عادت حليمة لعادتها القديمة وانقطعت الكهرباء واستمرت بالانقطاع من المساء وحتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .
وقد أكد أبناء الحي أن عمال الكهرباء حضروا إلى الخزان الذي تم إصلاحه ليقوموا بعملية بسيطة ليعود النور إلى الحي المحروم من الكهرباء.
هذا مثال عن واقع الكهرباء في ريف دمشق مع العلم أن هناك أمثلة كثيرة لا يمكن حصرها والسؤال: ألا يكفي المشتركون ما يتحملونه من أعباء الفواتير المرتفعة للكهرباء ولماذا تقوم الشركة بتحميل المسؤولية للمشتركين سواء بزيادة حمل الكهرباء أو التجاوزات الملحوظة على الشبكة?!
ونعتقد أن المسؤولية كاملة تتحملها كهرباء ريف دمشق.. أما إذا كان هناك تقنين فعليها أن تعلم المشتركين عن ذلك أي وسيلة إعلامية وإذا كانت هناك تجاوزات ومن أي نوع فعلى الشركة قمعها لضمان وصول التيار الكهربائي إلى المشتركين?!