تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وصفة سورية

عزف منفرد
الثلاثاء 24-3-2009م
عبد الفتاح العوض

لأول مرة يستخدم تعبير ادارة الخلافات, في الخطاب السياسي العربي, فالمعروف على مدى سنوات طويلة أن العلاقات العربية..إما اتفاق أو اختلاف أو تهدئة أو مصالحة بعد خلاف..

أو خلاف بعد مصالحة.‏

لكن سورية الآن تقدم هذا التعبير بوصفه وصفة سورية لمشكلة مستعصية في العلاقات العربية العربية.‏

إدارة الخلاف كمفهوم هو جزء من علم الإدارة لكن استخدامه في السياسة العربية عنصر جديد ليس في الخطاب السياسي بل في الممارسة السياسية والهدف كما قال السيد الرئيس بشار الأسد «ألا يتحول الخلاف إلى خصام».‏

وثمة حقائق في هذا الموضوع لا يمكن القفز فوقها:‏

منها أولاً: أن الخلاف والاختلاف أمران حتميان وطبيعيان, فالتوائم الحقيقية هي الحالة الاستثنائية, فيما التنوع والاختلاف هما سمة الطبيعة وحالها على الدوام.‏

ثانياً: أن إدارة الخلاف لا تعني أن يتخلى طرف لمصلحة طرف عن كل شيء ودون مصالح جوهرية.‏

وثالثاً: أنه يخالف ما اعتدنا عليه إداريا من نموذج الا نقبل إلا من يتوافق معنا أو من نتوافق معه بشكل كامل.‏

وفي السياسة يقول كاتب بريطاني اسمه بيتر مادنويك: السياسة هي الطريق الذي تسلكه المجموعة لإدارة خلافاتها.‏

وفي السياسة أيضا كما في الإدارة ليس بالضرورة أن يكون الخلاف مع الأهداف بل وفي الأعم أن هذا الخلاف يكون على طريقة تحقيق هذه الأغراض.‏

وفي الحالة العربية فإن الأهداف المعلنة على الأقل لا تجد فيها اختلافات جوهرية, لكن الاختلاف يبدأ من الاجتهادات لتحقيق هذه الأهداف, هذا مع اعتبار حسن النيات متوفرا.‏

وخلال الفترة الماضية ولغنى الأحداث وتسارعها وخطورتها كانت كل الطرق تؤدي إلى خلافات إما خفية أو ظاهرة.. سطحية أو عميقة.‏

لهذا فإن الصيغة السورية الجديدة المتمثلة في فن إدارة الخلافات تشكل نموذجا جديدا في مقاربة العلاقات العربية.‏

وهذا النموذج يستقي جوهره من مقولة، «نتعاون فيما اتفقنا فيه» وكذلك بمقولة أخرى «ما لا يدرك كله لا يترك جله», بمعنى أن عدم إمكانية حل الخلافات كلها لا يعني أن ندع ما يمكن الاتفاق عليه.‏

وحتى لا يظن البعض أنها وصفة جديدة غير مجربة فإن سورية نفذت هذا الأسلوب في كثير من علاقاتها, وقد أثمر ذلك احتراما متبادلا وتعاونا مفيدا.‏

إلا أن إدارة الخلافات تحتاج دوما الى طرفين يعزفان بتناغم, وإلا فإن حماس طرف واندفاعه لن يقدما المطلوب, بل ويبدوان أحيانا مثل النفخ في قربة مثقوبة.‏

وفي علم الإدارة فإن إدارة الخلاف تتم بخمسة أساليب وهي التنافس, التكيف, التفادي, التسوية, التعاون.‏

ويرجح خبراء الإدارة أن أفضل أسلوب هو الذي يؤدي إلى معادلة كل الأطراف رابحة, إلا في إدارة الخلافات الزوجية فإن التفادي هو الأسلوب الأفضل!!!.‏

وثمة من يسأل لماذا لا ننجح في إدارة الخلافات على المستوى الإداري: وببساطة فإن تراتبية الإدارة لا تقبل بالخلاف لأنها تستطيع أن تحقق التوافق بسلطة الموقع.. إما إكراها أو نفاقاً.awad-af@scs-net.org

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية