تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النظام الأحادي الاستعماري والإرهاب ذو الوجهين في سورية

دراسات
الاثنين 9-2-2015
منير الموسى

الأخبار المتواترة في الصحف الغربية عن تنظيم داعش الإرهابي من مثل أنه أعدم صحفيين أميركيين أو رهينتين يابانيين أو طياراً أردنياً، أو خبر أنه يعدم أعضاءه الصينيين، أو أنه بات يمتلك أسلحة كيميائية وكذلك القذائف التي تستطيع أن تحمل رؤوساً كيميائية،

إضافة إلى دعوة جهات دينية عربية إلى تطبيق حد الحرابة على هذا التنظيم الإرهابي، كلها أخبار تدعو كل الدول إلى القضاء على هذا التنظيم، والمتضررون من إرهابه الحقيقي في سورية والعراق ولبنان ومصر يعملون ليل نهار للقضاء عليه، ولكن ماذا يريد أن يفعل من يدعون الضرر الخلبي من داعش..‏

سواء الأوربيين أو الأميركيين أو الأعراب في الخليج ؟علماً أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي لا يهددها الإرهابيون لأنهم يتمتعون بكل ما لذ وطاب على موائدها وفي مواخيرها ويسرحون ويمرحون على مرأى كل الشعب التركي الذي لا حول ولا قوة له بسبب السياسات القمعية وكم الأفواه في الجيش والصحافة، حتى إن آخر الأخبار عن زعماء داعش تفيد بأنهم طلبوا من كل عناصرهم بالانسحاب من الرقة، في عملية « فرٍّ» على الأغلب باتجاه الأراضي التركية بحجة الهرب من ضربات التحالف الأميركي الخلبي، ربما ليعاودوا الـ «كرَّ» باتجاه مناطق سورية جديدة. والغالب أن تركيا التي تؤتمر بأوامر حلف الأطلسي تستعد اليوم حسب مصادر مطلعة لإرسال طائرات برحلات أسبوعية باتجاه عدن، على متنها إرهابيون تابعون لداعش تمرسوا على الإجرام في سورية، يحملون هويات مزيفة كرجال أعمال إضافة إلى تكفيريين آخرين من القاعدة لمحاربة أنصار الله بدءاً من شهر آذار، وهكذا ستنقل تركيا خبرتها في سورية والعراق إلى اليمن، حيث سيقوم تنظيم داعش من هناك بتقديم الذريعة لتحالف واشنطن للتدخل العسكري في اليمن لخنق تطلعات الشعب اليمني.‏

والسؤال الذي يطرح نفسه: ترى لو كان زعماء داعش أغلقوا كل الذرائع بوجه واشنطن من خلال عدم القيام بإعدام حفنة من الرهائن الغربيين و أخيراً اعدام اليابانيين الاثنين والرهينة الأردني، هل كانت ستحضر الذريعة بتشكيل تحالف دولي ضخم يضم عشرات الدول لمحاربة داعش وليس القضاء عليها؟ فزعماء داعش إما أغبياء ويفتقدون كل ملامح الحكمة والذكاء لقيامهم بتحدي الغرب، وإما أنهم عبيد مأمورون تأتيهم الأوامر من غرف الاستخبارات التركية والغربية والخليجية حتى في طريقة تنفيذ الإعدامات والتفنن بالذبح أو الحرق وربما غداً بغرف الغاز السام. فلو اكتفوا فقط بقتل رهائن سوريين وعراقيين في معرض ممارستهم لطبائعهم الإجرامية لما تحرك حلف واشنطن، وهل قادة المجموعات الإرهابية الأخرى مثل النصرة وجيش الإسلام الإخواني وسواهما أكثر حكمة من قادة داعش؟ فحتى الآن تكتفي تلك المجموعات بالتفنن بقتل السوريين وقصف المدن السورية بالقذائف وترويع المدنيين وسقوط ضحايا منهم أطفال، وهذا بحد ذاته جريمة حرب، ولكن حلف واشنطن لا يقدم ولو مجرد إدانة واحدة على هذه الارتكابات الإجرامية.‏

دول الغرب وعلى رأسها أميركا ثم دول خليجية معروفة وممالك عربية متحالفة مع مركز الإرهاب العالمي الرئيسي إسرائيل، لم تخف يوماً أنها تدعم كل الجماعات الإرهابية ومنها داعش وخاصة تركيا التي تشكل العمق الاستراتيجي له إضافة إلى التنظيمات الإرهابية التكفيرية الأخرى. ولا أحد يصدق أن تحالف واشنطن يحارب داعش لأن الإعلام الغربي وغيره يؤكد أن أبا بكر البغدادي متزعم تنظيم داعش قد تربّى على الإرهاب في على يد الاستخبارات الأميركية في العراق.‏

ولا شك أن جرائم المجموعات الإرهابية ضد الإنسانية، بكل تسمياتها ومرجعياتها، تستدعي القضاء عليها فعلاً، فلا إرهاب حلالاً ولا إرهاب حراماً، ولكن ألا يجب حقاً فضح كل الأنظمة التي دربتها ومولتها ومازالت تؤويها عند الضرورة ومعاقبتها دولياً وإخضاع أشخاص فيها للمحاكمات الدولية على مبدأ محاكمات نورنبرغ التي لاحقت مجرمي الحرب النازيين بعد الحرب العالمية الثانية؟ فهذا رهن وجود عالم متعدد الأقطاب، لأن النظام الأحادي الذي يقوده زعيم واحد في العالم والذي يرفضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومجموعة بريكس لا يمكن أن يحاسب أدواته الإجرامية في الدول التي نشرت عواصف الإرهاب في كل دول العالم. وتحتاج شعوب الغرب إلى ثورات حقيقية في بلدانها للتخلص من الطغم الغربية الرأسمالية المتوحشة وكذلك في تركيا والمشيخات الوهابية لتخليص العالم من الفكر الإخواني والوهابي الهدام ليقوم نظام عالمي جديد يحافظ بحق على السلم والأمن الدوليين ويحاسب فلول النازيين الجدد دون هوادة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية