تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


متى تستيقظ المحاكم الدولية وتحاسب مجرمي الحرب الإسرائيليين ؟!

دراسات
الاثنين 9-2-2015
دينا الحمد

جرائم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية بحق الفلسطينيين موثقة بالصوت والصورة ومدعمة بالوثائق والأفلام, ولكن هذه الجرائم المصنفة ضمن جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية لم يتم التحقيق بها من قبل المحاكم الدولية بسبب السطوة الأميركية على المنظمات الدولية ,

وهذه الجرائم البشعة ما كانت لتتسع لولا دعم الولايات المتحدة الأميركية المباشر للكيان الإسرائيلي وتسترها على جرائمه في المحافل الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان ورفضها مثول مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية.‏

فالولايات المتحدة لا تريد تغيير سياستها المنحازة كلياً للكيان الإسرائيلي فهي تجري على عادتها القديمة في دعم العدوان والإرهاب ظناً منها أنها تحافظ على مصالحها في المنطقة , دون أن تدرك أنها تخرب علاقتها بشعوب المنطقة برمتها وتنسف إمكانية ترتيب جديد لهذه العلاقة وتنظيم جديد لها يؤسس لعودة الحقوق لأصحابها ويردع العدوان الإسرائيلي ويحقق الأمن والاستقرار للجميع , بما ينعكس إيجاباً على الاستقرار العالمي برمته .‏

واستناداً إلى هذه القاعدة فإن الخطوة الأخيرة للمحكمة الجنائية الدولية التي قد تقود إلى توجيه التهم إلى مسؤولين في كيان الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني ستصطدم بالجدار الأميركي المذكور , حيث أعلنت المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق أولي حول جرائم حرب مفترضة ارتكبت العام الماضي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويهدف إلى تحديد ما إذا كان هناك أساس معقول للبدء بتحقيق كامل كما أوضح مكتب مدعي المحكمة الدولية.‏

ورغم أن الكثير من الحقوقيين الدوليين قالوا بأنه لا أحد يستطيع وقف الإجراءات التي بدأت في المحكمة الجنائية الدولية لأن ذلك يتوافق مع القانون الدولي ولأن السلطة الفلسطينية وقعت على وثيقتين فيما يخص المحكمة الجنائية الدولية أولاهما معاهدة روما حول انضمام فلسطين الذي ستناقشه المحكمة في الأول من نيسان المقبل وثانيهما إعلان يخول المحكمة البحث في جرائم ارتكبت في غزة , إلا أن الولايات المتحدة ستضع كل ثقلها لمنع محاكمة المسؤولين الصهاينة رغم أن السلطة الفلسطينية بدأت بتحضير وإعداد الملفات والوثائق للتقدم بطلبات رسمية تتضمن توجيه اتهامات لمحاكمة مسؤولي كيان الاحتلال على ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.‏

ولعل المفارقة المضحكة أن يخرج صوت من داخل الكيان الإسرائيلي يعترف بتلك الجرائم المروعة ومع ذلك تبقى أميركا تغرد خارج السرب الدولي ، حيث اتهمت منظمة ( بتسليم ) الإسرائيلية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب على غزة الصيف الماضي ,ووجهت أصابع الاتهام إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعمد القيام بقصف على قطاع غزة، مع علم القيادة العسكرية أن هذه الغارات ستؤدي إلى قتل مدنيين , وأوردت المنظمة في تقريرها أن الغارات العديدة التي استهدفت مباني سكنية دمرت على رؤوس سكانها كان نتاج سياسة رسمها مسؤولون سياسيون وعسكريون، وشملت دراستها حول 70 غارة أوقعت 606 قتلى 70% منهم من القاصرين والمسنين والنساء , وفي الهجوم العسكري البري والجوي الذي استمر 50 يوما قتل جيش الاحتلال 2200 فلسطيني 70% منهم من المدنيين حسب الأمم المتحدة، في حين أحصي أكثر من سبعين قتيلا في الجانب الإسرائيلي غالبيتهم من العسكريين ,وقد لاقى تقرير المنظمة الإسرائيلية الذي رصد انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان استنكار وسائل الإعلام الإسرائيلية حيث اتهمت القناة السابعة الإسرائيلية المنظمة المذكورة بتلقي الرشاوى ومجانبة الحقيقة المزعومة.‏

وعلى الرغم من البلبلة التي أثارها تقرير المنظمة الحقوقية في الوسط الإسرائيلي إلا أن الكيان الإسرائيلي يواصل إرهابه المنظم وجرائمه الخطيرة ضد الفلسطينيين وتواصل المحاكم الدولية صمتها في ظل الانحياز الأميركي السافر للكيان الإسرائيلي وتسترها على مجرمي الحرب الإسرائيليين !!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية