تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكتـــب الأكثـــر مبيعــــاً هـل هــي أكثـــر فائــدة..؟

ثقافة
الاثنين 9-2-2015
من جديد تبعث قضية النشر وهمومه وما يتعلق بالكتاب ومبيعه وسرعة انتشاره، واي الكتب الاكثر مبيعا، هي الكتب الصفراء كتب الدين وغير ذلك من العناوين التي تسيدت الساحة لفترة زمنية طويلة؟

واذا كان الكاتب الذي يشعر ان كتبه قد اخذت مجدها من المبيع يتباهى بذلك،‏

هل علينا ان نصدق انها الاكثر اهمية؟ وانها الاجدر بالقراءة، اسئلة كثيرة طرحتها اخبار الادب المصرية في عددها الاخير ونقف عند محطات قدمها نبيل فضل الله فيما ادلى به من دلوه اذ يقول: النشوق.‏

يتهيأ لي أن حدة هذا الصراع ستقل عندما يكون هناك اتساع في قاعدة القراءة، بحيث «يرزق الكل» بالمعنى التجاري الشعبي، لاأدعي أني خبير في سوق الكتاب في بلد كالولايات المتحدة الأمريكية، لكنني لاحظت منذ بدأت التردد عليها قبل ثلاثة أعوام واشتركت في أكثر من صحيفة ومجلة، أن هذا الصراع لا يوجد بنفس الحدة هناك علي حد متابعتي، لا أذكر أنني قرأت في ملاحق وصفحات الكتب في تلك المجلات، وعلى رأسها مجلة نيويورك ريفيو أوف بوكس الشهيرة، تحقيقات مطولة تشكو من انهيار ذائقة القراء، لأن هناك روايات تجارية قامت بتحطيم الأرقام القياسية، مثل رواية «فيفتي شيدز أوف جري» بأجزائها الثلاثة واعتمادها على الجرأة الجنسية، أو رواية «جون جيرل» التي أخذ عنها فيلم شهير والتي مضى عليها أكثر من 170 أسبوعا ولا زالت في قائمة الأعلى،صحفيون يهاجمون مثل هذه الأعمال، لكن ما لا أستطيع تجاهله أن قائمة الأعلى مبيعا في صحيفة النيويورك تايمز وهي الأشهر على الإطلاق، كان فيها طيلة الشهر الماضي أسماء تجارية شهيرة مثل جون جريشام وستيفن كنج ونورا روبرتس، لكن كان فيها أيضا أسماء رفيعة أدبيا مثل مارلين روبنسون وريتشارد فورد اللذين أصدرا روايتين جديدتين ومارجريت أتوود وهيلاري مانتل اللتين أصدرتا مجموعتين قصصيتين، ولأني أكتب من الذاكرة، فما لفت انتباهي أن هناك فارقا في عدد النسخ المباعة لصالح الروايات التجارية، لكن ذلك لم يمنع الاحتفاء الجماهيري بأعمال كتاب متميزين كالذين ذكرتهم، لاحظ أيضا أنه برغم أن دخول سوق النشر في الولايات المتحدة ليس سهلا أبدا، لكنك تشهد كل فترة احتفاء بكاتب جديد يقدم مستوى فنيا متميزا، كما تشهد رصدا لظهور كتاب تجاريين جدد يتحولون إلى ظواهر لافتة، وتقرأ في نفس الوقت تحليلات لأسباب احتفاء الجمهور بها، ودلالات ذلك الاجتماعية والاقتصادية، لكنك لا تلحظ وجود اتجاه صحفي جماعي يحمل اتهاما.‏

نقد شعبي‏

ويضيف فضل الله قائلا: على أي حال، يتهيأ لي أن الذين يطالبون بالتوقف عن مهاجمة ظاهرة الأكثر مبيعا مخطئون في ذلك، لأن هذا الهجوم في رأيي ينبغي أن يكون مستمرا بل وشرسا، طالما كان حقانيا وبه مجهود و«معمول بشكل حلو فنيا»، لأن ذلك يصب في مصلحة القارئ الذي يجب أن يجد من ينبهه إلى الأعمال الأكثر تميزا، ويصده عن أعمال يمكن أن يضيع فيها وقته، المشكلة في رأيي أن كثيرا من الهجوم الذي نقرأه على أعمال رائجة، لا تشعر فيه بجدية تناقش مشاكل العمل نفسه، بقدر ما تركز على نقد شخص مؤلفه، ومع أن ذلك مشروع ومهم أيضا، ولا يوجد كاتب لم يقم به ولم يتعرض له، لكن مشكلة التركيز على شخص الكاتب، أنه يعطي انطباعا للقارئ بوجود مشكلة شخصية، خصوصا مع وجود إيمان عام بأكليشيه (حزب أعداء النجاح)، لذلك نحن محتاجون إلى (نقد شعبي ذكي) يقوم بتفصيص الأعمال الأكثر مبيعا، ليشرح للقارئ مشاكلها وعيوبها، وفي نفس الوقت يساعدنا علي فهم الأسباب الاجتماعية التي تجعل عملا كهذا ينجح، وخصوصا أن الفترة الماضية شهدت وجود أعمال كثيرة حققت مبيعات قياسية، وأصحابها أسماء ليسوا على خريطة الصحافة الثقافية فيما يخص نشر الأخبار والحوارات أصلا، فضلا عن وجود اهتمام نقدي بتحليل أعمالهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية