فنحن اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى استنفار حالة عصف حقيقي ليس على المستوى الفكري فقط ، وإنما العملي أي التطبيق والقيام بالفعل وتنفيذه على الأرض بفعل الواقع الذي يحكمنا اليوم ..
ففي التفاصيل لدينا مؤسسات وجامعات ومراكز أبحاث تقنية وجميعها تقدم إنتاجاً من الأفكار ،ولدينا من العقول والخبرات والإبداعات السورية ماهو كفيل للتحرك وتحقيق النجاح والانتصار ، حتى على الذات وهزيمة المشكلات والعوائق والصعوبات ..
وإذا ماتحدثنا بشكل مباشر ،فإنه لدينا في أدراج كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية ومركز أبحاث الطاقة على سبيل المثال لا الحصر ،إضافة إلى الفروع الاختصاصية في معظم الكليات العلمية العشرات من مشاريع التخرج الجامعية والماجستير والدكتوراه ،حول كيفية توليد واستثمار وتوفير الطاقة البديلة بدءا من مزارع الرياح إلى الاستفادة من أشعة الشمس ، إلى مخلفات الطبيعة وغيرها ، طالما نمتلك فصولا أربعة بامتياز من ناحية خصوصية كل فصل ،إلى جانب الطاقات الكامنة داخل الأرض وخارجها ..
ولعل طبيعة هذه المشاريع ربما تزخر بها الكليات المذكورة آنفا ما يجعل هدف البحث المطلوب سهل الوصول إليه ومناقشته والتعرف على خصوصيته وأين يمكن استثماره ،فلو أردنا أو بالأحرى أرادت الجهات المعنية ترجمة التجارب النظرية والأفكار التي تطرحها مشاريع الكليات والجامعات في إطار ربط الجامعة بالمجتمع بمساعدة المشرفين والاختصاصيين من أساتذة ودكاترة وباحثين ، فإن ذلك يعجل عملية النهوض بالتنفيذ من الداخل السوري من قلب الحدث ونبض الشريان ،إلى خلايا العمل المجتمعية من تقنية وعلمية ومسؤولة بشكل مباشر ، حيث يستفيد الجميع من بدائل الحلول والمعالجات المناسبة ،فيما يخص الطاقة وتوفير عناصرها في هذه الظروف العصيبة على الأقل ..
فهل نفتح الأدراج ونتفقد مالدينا من معين فكري ونتاج عملي لشبابنا وطلابنا المليئة بالحلول والمقترحات .