إذا صحّت هذه البروباغندا التي يروجها بوق الدعاية الخليجية الرخيص ـ المشهور بالمبالغة والافتراء والتضخيم ـ فإن بيكر إما مصاب بالزهايمر السياسي ولم يعد قادراً على القراءة أو استخلاص العبر والدروس التي أفرزتها الأزمة في سورية، أو أنه أدمن الكحول ـ وتعاطي الكحول عادة قديمة عند آل بوش ـ بحيث لم يعد قادراً على الخروج من سكرته كي يوضح فكرته، وأول هذه الدروس يلخصه عجز حلف التآمر والعدوان مجتمعاً طوال أربع سنوات عن فك رموز قوة سورية وصمودها، بحيث تبدو تركيا ضئيلة الحجم والشأن من أن تستطيعه بمفردها، فما جبُن الحلفاء الكثر عن فعله من غير الجائز أن يجرؤ عليه وكيل تافه يتلطى خلف «الناتو» مهما بلغت به الحماقة والحقد.
الغريب أنه رغم التجارب الفاشلة والإخفاقات المتكررة على كل صعيد للسياسة الأميركية لا يزال بعض أغبياء المنطقة ينسجون حولهم شرانق من الأوهام المريضة علهم يحققوا ما عجزت عنه أقوى قوة شر في العالم، كما هو حال ملك الأردن الذي أخذته الحمية فظن نفسه بطلاً.
الرواية التي يتم تسويقها حول خطة بيكر المزعومة لا تخرج عن كونها أضغاث أحلام لإعلام استهلك نفسه في نشر وتلفيق الأكاذيب والشائعات، فالرجل الذي انتهت صلاحيته السياسية منذ زمن لا يمكنه أن يفعل شيئأ سوى أن يتحول إلى «شاهد عيان» على حقبة جديدة من حقب الانحطاط والانهيار الأميركي الوشيك على المسرح الدولي لا أكثر..؟!