يوم خلقت الولايات المتحدة هذا التنظيم لمواجهة خطر الاتحاد السوفييتي .أما بالنسبة لتنظيم داعش فقد تبين أكثر فأكثر أنه كائن ومخلوق غربيٌ خالص تم تصنيعه في مختبرات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وبالتعاون مع حلف شمال الأطلسي حيث يقوده اليوم عميل الـCIA شمعون إليوت (أبو بكر البغدادي).
هذا الكائن الخطير المستنسخ غربياً يتغذى على النفط المسروق وعلى ملايين الدولارات التي تحرر شيكاتها في واشنطن وتُصرف من بنوك السعودية وقطر عبر عملاء أتراك وهو بذلك الذريعة الكبرى لقوى الهيمنة الغربية العالمية من أجل انتهاك سيادة بعض الدول العربية وتدميرها بل وتقسيمها اليوم وربما بعضها الآخر غداً من خلال الاستراتيجيات المزعومة لمحاربة الإرهاب.
تشارلز شوبريدج ضابط الاستخبارات البريطاني السابق في جهاز مكافحة الإرهاب كشف عن أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والاستخبارات البريطانية تقفان وراء كل الأحداث التي تعصف بدول المنطقة مثل سورية والعراق وليبيا واليمن وقال :«هكذا صنعنا داعش والقاعدة وهكذا نقرع طبول الحرب ضدهما».
إذاً باتت النيات والأهداف الأمريكية حيال هذا الملف القديم الجديد ألا وهو مكافحة الإرهاب واضحة تماماً , فواشنطن تسعى لانتهاك سيادة الدول تحت غطاء شرعية مكافحة الإرهاب من خلال تحالف دولي والذي يبدو حتى الآن أنه غير قادر على إتمام المهمة التي خلق من أجلها أي اجتثاث داعش من المنطقة ما يثير شكوك الكثيرين من المراقبين حول جدوى هذه الضربات الجوية للتحالف وبالتالي ما هي أهدافها الحقيقية ؟!!.
يرى المحللون أن الولايات المتحدة تطمح في السر والعلن إلى زعزعة الوضع الداخلي في سورية من خلال تنفيذ الغارات الجوية كما أن الكثير من المراقبين متفقين حول أن سياسات الولايات المتحدة تهدف إلى تحويل وصرف انتباه الرأي العام العالمي عن دور واشنطن الأساسي والقذر في خلق داعش وتدريبه وتسليحه وتمدده. فالهدف الأولي والذي تبنته واشنطن منذ بدء الأزمة في سورية (قلب الحكومة السورية )والذي ثبُتَ فشله دفع واشنطن إلى وضع استراتيجية جديدة من أجل تحقيق نفس الأهداف ولكن هذه المرة من خلال تشكيل تنظيم من الإرهابيين من كل المشارب ودعمهم بمختلف أشكال الدعم ليكوّنوا ما سُمي بـداعش.
الصحافة الأمريكية اعترفت بهذه الحقيقة وقالت صحيفة هيرالد تريبيون بأن الغرب مسؤول عن ولادة الوحش داعش .وفي نفس السياق تحدث رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيليبان الذي قال :« من المؤكّد أن الغرب خلق ورعى داعش».ولم تخالف هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة الحقيقة حين اعترفت في كتابها الأخير في شهر حزيران الماضي بأن الأمريكيين هم من أخرج تنظيم الدولة الإسلامية للوجود بهدف الحاجة إلى إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد وكذلك إعادة التوازن إلى مناطق النفوذ (السيطرة على مناطق الطاقة).
ومن الواضح أن الولايات المتحدة لن تكون على استعداد أبداً لتخفيف شهيتها في جميع أنحاء العالم ومن هنا تبدو أهمية هذه الأداة بالنسبة لها و التي تُسمى داعش والتي ستكون بمثابة وسيلة هيمنة كما كان تنظيم القاعدة يحارب ضد الاتحاد السوفييتي السابق وهذا ماأكدته الأيام ,إذ كيف لتنظيم عدد مقاتليه 3000 أن يسيطر على مدينة الموصل المحمية من 30000 جندي عراقي ؟!! وأن يجتاح مناطق شاسعة في كل من العراق وسورية!! وبديهياً فإن الرهانات الجيوسياسية تدخل بشكل خفي وممنهج في الحرب غير المعلنة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة و بين روسيا من جهة أخرى (حرب باردة جديدة) .
روسيا لا تريد أن تراهن على دور الأمم المتحدة و لا على مجلس الأمن لحل الأزمة في سورية فالولايات المتحدة الآن بيدها ورقة داعش المكون من إرهابيين متعددي الجنسيات بما في ذلك ضباط غربيين سابقين مثل ضابط الاستخبارات الفرنسي الذي انضم إلى داعش مما يؤكد التورط الغربي وعلى مختلف المستويات في الأحداث في سورية.