ويبدو أن الولايات التي تتحكم بأموال النفط العربي منذ عشرات السنين قادرة على إعادة توظيف هذه الأموال في حروب تحقق لها المزيد من الأرباح دون أن تعرض أموال دافع الضرائب الأميركي لأي خطر. وأن«داعش» التي أعدتها الإدارة الأميركية بمساعدة قطرية وسعودية تعد رأس الحربة العلنية في الهجوم الطائفي على من هو خارج تقاليد الوهابية في العالمين العربي والإسلامي.
كذلك فإن تزايد العلاقات والمصالح بين سورية والعراق وإيران وموقعها الاستراتيجي والتاريخي العربي والإسلامي ومناهضتها للسياسة الأميركية وتهديدها لإسرائيل دفع واشنطن وحلفاءها في المنطقة إلى ابتكار تسعى واشنطن من خلاله تدمير قدراتها ومصادر ثرواتها بحروب داخلية.
وبالمقابل نجد أن المشهد السياسي العربي يدل على أن الأدوات التي تستخدمها إدارة أوباما في (تفريخ) الحروب الداخلية وتوسيع دوائرها لأهداف أميركية هي نفس المجموعات والمنظمات الإسلامية المتشددة التي تنشر الدمار والقتل في سورية والعراق ودول أخرى على جدول العمل قريباً.
فالأموال التي تحصل عليها منظمة مثل«داعش» إضافة إلى الأسلحة توفر تجنيد الكثير وفي حشد مضللين من دول اسلامية غير عربية وأخرى مغاربية وزجها في ساحات القتال. وهذه الأموال لم نسمع مرة أن الكونغرس الأميركي سأل عن مصدرها في جلساته لأنه يعرف أن مصدرها ليس الخزانة الأميركية أو الميزانية العسكرية لأنها تأتي من دول نفطية عربية وكأن حروب أميركا يجب أن تكون بالضرورة حروب دول النفط الصديقة لها أو المتحالفة معها وهو مالا يصدقه أي إنسان..