أجيال, وإن داهمتها حمى التكنولوجيا الرقمية إلا أنها قادرة على تخطِّي وباء الركود الثقافي, وبالعودة إلى الكتاب ومافيه من حياة يسعى لإخمادها أعداء العلمِ والثقافة وأبالسةُ الأفكار الجاهلية.
نعم, هذا مانحتاجهُ, وهذا ماتسعى لرفدنا بهِ الهيئات والمؤسسات الثقافية والعلمية, وضمن الفعاليات العديدة التي تقيمها والتي أهمّها, معارض الكتبِ التي تقام في جامعاتنا ومكتباتنا السورية.
نذكر هنا, ماقدمتهُ وأفادتنا به, الهيئة العامة السورية للكتاب, وفي معرضها الشهري التخصصي الذي يقامُ في جامعة دمشق- كلية الآداب والعلوم الإنسانية. نذكر أيضاً, المعرضُ الذي أقامتهُ حالياً, مديرية الكتب والمطبوعات في جامعة دمشق, وبمناسبة العام الدراسي الجامعي 2014-2015, وفي كلية الحقوق والشريعة- المكتبة المركزية.
إنه المعرض الذي خصِّص ريعهُ لأبناء الشهداء, والذي ورغم محدودية المساحة التي أقيمَ فيها. أيضاً, رغم عدم احتوائهِ إلا على كتبِ الدراساتِ الجامعية, كان قادراً على استقطاب أعدادٍ كبيرة من الزوار. هذا الاستقطاب الذي كان سببهُ, إقامة المعرض في بدءِ العامِ الدراسي والاستفادة من الطلاب الجُدد والوافدين من شتى المحافظات السورية.
هذا مالاحظناه, وبعد أن سألنا أحد مشرفي المبيعات في المعرض, عن سبب عدم مشاركة دور نشرٍ أو جهاتٍ ثقافية خاصة أو حكومية, وعما إذا أثَّر ذلك على أعداد الزوار والمهتمين. هذا مالاحظناه, وهذا ما أكده:
أنس الحريري - مشرف مبيعات:
لم تشارك أي دار نشر أو جهة ثقافية في هذا المعرض, لأنهُ مُخصَّص لعرضِ الكتب الموجودة في مستودعات جامعات دمشق, وباختلاف اختصاصاتها الدراسية.
كلية الشريعة, الطب, الصيدلة, الحقوق, الآداب, الاقتصاد, الفلسفة, الفنون الجميلة, العلوم السياسية. كلها جامعات شاركت بما أصدرته منذ 2013- 2014، ومن كتبٍ جميعها تُدرَّس لطلابها وباختلاف سنوات دراساتهم الجامعية.
بالنسبة للإقدام على المعرض, فهو جيد جداً, ويعود ذلك للفترة التي أقيم خلالها المعرض, إضافة إلى الحسم الذي يبلغ 100%.
تجوَّلنا في المعرض, وكان واضحاً بأنه تخصُّصي أكثر منه عمومي, فقد كانت الأقسام فيه لاتحتوي إلا على الكتب الجامعية, ليلفتنا وفي زاوية صغيرة منه, قسمٌ يعرض بعض كتبِ الشعرِ والأدب والدراسات, مااضطرَنا لسؤال المشرفة عليه, عن سبب محدودية الكتب المعروضة في هذا القسم, وعن الدافع لتواجدها في معرضٍ خُصِّص للكتب الجامعية.
هيفاء قطيش - مشرفة مبيعات:
بالنسبة للكتب الموجودة في هذا القسم, فهي من مكتبة رئاسة الجمهورية, وتحتوي رغم قلة أعدادها, على كتب الشعر والأدب والعلوم الاجتماعية والدراسات وسوى ذلك مما يتمُّ رفدنا به بشكلٍ دائم, ومن مختلف المطبوعات الثقاقية والعلمية والفكرية والفلسفية.
نعم مشاركتنا في المعرض محدودة, ولأننا كنّا قد أقمنا معرضاً خاصاً في المكتبة المركزية بكلية الحقوق, ولاقى إقبالاً شديداً. أيضاً, لأننا نسعى وبعد انتهاء هذا المعرض, لإقامةِ معرضٍ خاص بمطبوعاتنا.
أخيراً..
لايمكن القول إلا أن هذا المعرض وإن كان لايلبي إلا حاجة طلاب الدراسات الجامعية, وباختلاف سنوات دراستهم واختصاصهم, إلا أن مايكفيهِ, أنه يفي بما يحتاجه هؤلاء الطلاب ومن كتب ودراسات ومراجع علمية.
بكلِّ الأحوال, لازلنا بانتظار المزيد من المعارض.. من التشجيع.. من الحسومات, وخصوصاً في هذا الزمن الذي بات فيه طلاب وعشاق الكتب, يعانون من أزماتٍ تحتاج لمن يقهرها وأهمها, الأزمة الثقافية - العلمية - الفكرية - المادية.