تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سعار أوروبي

حدث وتعليق
الخميس 23-10-2014
ناصر منذر

لم تعد دول الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أي أدلة أو براهين تثبت دعمها للإرهاب في سورية، فمنذ بداية الأزمة وحتى اليوم لم تترك وسيلة عدوانية إلا وجربتها من أجل محاولة

إخضاع سورية وثنيها عن مواقفها الرافضة لمشاريع التقسيم المعدة للمنطقة، ويبدو أن تلك الدول لم تشبع نهمها العدواني بعد, ولم تكتف بما أصدرته من قرارات انتقامية جائرة بحق الشعب السوري لوقوفه بوجه مشاريعها التدميرية, وإنما تصر على المضي في سياستها الداعمة للإرهاب من خلال الاستمرار في حصارها اللاأخلاقي وفرض المزيد من العقوبات اللا إنسانية.‏

والقرار الأوروبي الأخير بحضر تصدير وقود الطائرات إلى سورية وكل منتج آخر يدخل في تركيبها، إضافة إلى منع وزراء وشخصيات سورية من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، وفرض عقوبات على شركتين سوريتين، يثبت من جديد أن تلك الدول هي شريك أساسي للإرهاب، وداعم رئيسي له، لأن تلك الاجراءات تصب في خدمة التنظيمات الإرهابية والتي طالت أعمالها الإجرامية القطاعات الخدمية الأساسية من وقود وكهرباء وماء بهدف حرمان الشعب السوري من كل مقومات العيش والبقاء، كما يكشف القرار أن الاتحاد الأوروبي يحارب عن سابق إصرار كل القيم والمبادئ الانسانية، عندما يتعلق الأمر بتحقيق أجنداته الاستعمارية.‏

التصعيد الأوروبي يأتي استكمالا لخطط الغرب العدوانية, وتنفيذا للأدوار القذرة التي فرضها المايسترو الأميركي على أتباعه وشركائه في الحرب على سورية, والأوروبيون يجيدون تنفيذ مثل تلك الأدوار بحرفية ومهنية عالية بحكم سجلهم الحافل بغزو الشعوب ونهب خيراتهم, والقرار المذكور امتداد للكثير من القرارات العدائية التي استهدفت الشعب السوري بلقمة عيشه, بهدف محاصرته وتضييق الخناق عليه أكثر، ومحاولة يائسة للضغط على سورية وابتزازها.‏

بات من الواضح أن السعار الأوروبي يشتد كلما فشل الغرب بتحقيق مشاريعه الاستعمارية, أو عندما تعصف بدوله أزمات داخلية ويريد تصديرها إلى الخارج، وطالما بقي القرار الأوروبي خاضع للمزاج الأميركي والصهيوني فان الحكومات الأوروبية ستبقى على استعداد دائم لدعم الإرهاب أينما وجد، طالما أنه يخدم في النهاية مصالح السيد الأميركي حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة الشعوب الأوروبية، فمدى تبعية المسؤولين الأوروبيين جعلهم يفقدون كل حواسهم, ولم يعد بمقدورهم السير إلا بالاتكاء على العكاز الأميركي.‏

mohrzali@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية