فقد تابعت تركيا تحركاتها العدوانية وقدمت مزيداً من الاشارات للتوغل في حلب وادلب.
لقد عادت بفعل جملة من العوامل والتطورات الاقليمية والدولية,وفي مقدمتها الزعم بأنها تطبق التفاهمات الروسية التركية التي استغلتها اْنقرة للتوغل في الشمال السوري,وحجز مقعد لاْزلام اْردوغان من الارهابيين على طاولة المفاوضات في»اْستنة»ولاحقاً في جنيف.
ولاْن اْردوغان «مهجوس» بما يسميه كيان كردي على حدوده,وبرغبته قطع الطريق على قيام مثل هذا الكيان ,فقد اْظهر استعداداً للتجاوب مع طلب موسكو في الحرب على الارهاب,فاْعلن حربه على تنظيم «داعش» بعد اْن كان قد فتح مطارات وموانىء وحدود تركيا لمقاتليه المجرمين,وفي اجتماع اْستنة قدم راْس»جبهة النصرة» على طيق من فضة لروسيا.
لكن, ليس من المبالغة بمكان القول انه على الاْرض السورية ترسم خريطة العالم,ففيها تدور الصراعات وتزدحم النزاعات وتتقلب المصالح على جمر التهديدات وحسرة التنازلات.
سورية الآن ورغم كل مايجري,هي الحكم الذي يطلق صفارة الانذار وصفارة الانطلاق,وهي الحاكم الذي قلب الموازين وهز العروش واْذل المؤامرات وطحن المعارك وبدل مساراتها,وعكس اتجاهاتها وتوجهاتها بالكامل.هذه حقيقة ثابتة وليست محض خيال واْمنيات..والسبب في ذلك,هو مااْحدثه اعصار اْذهل العالم كله,اسمه اعصار صمود الدولة السورية في وجه اْشرس الحروب واْعنفها,حيث اقتلع المساعي والاْهداف الاستعمارية من جذورها ورماها في مهب الريح.
على الجميع اْن يتقبل حقيقة عدم المساومة على قدرة الدولة السورية في ادارة دفة الحروب بحنكة وذكاء، لاسيما في فصولها الاْخيرة. مستقبل سورية يحدده السوريون بقيادة الرئيس بشار الاْسد, ومالم تقبل به الدولة السورية سابقاً, لن تقبل به الآن.
وسيبقى مشروع المنطقة الآمنة حلماً عثمانياً يستحيل تحقيقه, شاْنه شاْن مشروع الفدرلة والتقسيم.