في المصروف اليومي لعائلة تتألف من ثمانية أشخاص يعيشون في غرفة لا يسكنها إلا المحتاج لحائط يحميه من مفردات الحرب البشعة التي دمرت الحجر والبشر ..
وبالعودة إلى تقشير البطاطا تقول أم كميل: «إن سبع ليرات أجرة تقشير كيس كبير من البطاطا شيء جداً بخس .. وقد طالبت مرات عديدة بزيادة الأجرة.. فحاجتها للمال وكما وصفت بالرعناء لكن ما يعزيها أنها تعمل في منزلها لا تحتاج لأجرة المواصلات.
حال أم كميل كحال معظم المهجرات اللواتي سكن في بيوت الأجرة، ويعملن في تقشير أكياس البطاطا التي توزع على المطاعم بعد الانتهاء من تقشيرها، تبلغ أجرة العاملة في اليوم الواحد 700 ليرة لكنها لا تكفي ثمن تحضير وجبة غداء، وهو حال معظم من سكن في الريف، ويعمل أعمالاً بسيطة.
في الخامس عشر من تشرين الأول نحتفي بيوم المرأة الريفية، وكم حاجتنا اليوم كبيرة إلى تفعيل وتعزيز دورها في مجتمعها، وخاصة في وقت تدور فيه طاحونة الحرب فتصبح المرأة في كثير من الأحيان هي الأم والأب والمعيل لأسرتها.
نعم قد خصص للمرأة الريفية مكتب في وزارة الزراعة يمنح قروضاً مالية للنساء الريفيات كي تنمي مشاريع تنموية تفيد شريحة واسعة من المجتمع وخاصة النساء اللواتي يقطن في الريف وبحاجة الى أعمال تليق في عمرهن، ولكن عدم تعلم المرأة وتمكنها وصعوبة وصولها إلى المكتب، وغيرها من الأسباب تقف عائقاً أمام الحصول على قرض صغير تعمل من خلاله، لذا ترضى بالعمل بأي شيء سهل وسريع ويبلغ غايته المرجوة وإن كان في تقشير أكياس البطاطا..!
ومن جهة أخرى كانت تخضع معظم النساء إلى الدورات الحرفية التي كان يقيمها الاتحاد النسائي قبل أن(يحل).. والتي كانت كالبحصة التي تسند الجرة..
فماذا عن هذه الدورات وأين البديل عنها ولاسيما أن النساء تزداد حاجتهن للعمل يوما بعد يوم؟ والسؤال موجه إلى المعنيين في شؤون المرأة الريفية .
وكل عام والمرأة الريفية أكثر عطاء وتجدداً