ولكن ماذا لو شهد شاهد من أهله، وفضح ذاك الدور المشبوه للنظام الفرنسي الذي رحل رئيسه قبل نهاية الأزمة وعصاباته معه، وخلفه رئيس أكثر تشدداً وكراهية للشعب السوري، وتاق الاثنان لإسقاط حكومته، ولم يخرجا بنتيجة وبقيت سورية، وكانت في كل صدمة تتلقاها تزداد قوة وتمسكاً بحقها في الدفاع عن نفسها لمواجهة الإرهاب التكفيري.
جمعية شيربا الفرنسية غير الحكومية، كشفت وثائق جديدة نشرتها عن تورط وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس، وسفير فرنسا السابق إيريك شوفالييه ومبعوث البلاد فرانك جيليه في تمويل تنظيمي (داعش) و(النصرة) الإرهابيين من خلال فضيحة دفع شركة لافارج للاسمنت أموالاً لهذين التنظيمين، وإقامة مصنع في مدينة الرقة التي تتواجد فيها التنظيمات الإرهابية بكثرة، ما يعزز قوة الأدلة الدامغة بأن معظم دول الغرب، وتتقدمها فرنسا، كانت ولا تزال ضالعة بإيجاد الأساليب والطرق لاستمرار الحرب في سورية، والتمهيد للتقسيم الذي أخفقت فيه أيام استعمارها وتحن إليها اليوم.
اليوم تنفض سورية عنها غبار الإرهاب، وتقطع شرايينه المسرطنة، وقريباً لن يتبقى لا لفابيوس، أو لأي أحد من أزلام النظام الفرنسي الذي رحل مخذولاً أي أثر، حيث لم يحقق أي نتيجة سعى إليها، وسيبقى الإرهابيون الذين وفر لهم الإقامة في فنادقه وأحيائه، وأغدق عليهم العطايا عالة عليه، وسوف يبحث عن طريقة للخلاص منهم، لانتهاء الدور المنوط بهم وانتهاء صلاحيتهم.
بالطبع فرنسا لم تلعب الدور المشبوه والقذر في حماية الفكر المتطرف بمفردها، لأنها عاجزة عن اتخاذ القرارات، وهي تابعة حكماً لأميركا التي تديرها بعصا الترغيب وإسناد الأدوار المستقبلية والوعود بالعودة المأمولة إلى بلاد الشام لإحياء الحلم الذي ضاع من يدها قبل عدة عقود.
huss.202@hotmail.com