تخلي استخباراتها بين الحين والآخر عناصر التنظيم المتطرف إياه وقادته الإرهابيين مرة عبر عمليات الإنزال الجوي المباشر لإنقاذهم من الهلاك ومرة عبر الإيعاز إلى أداتها التي تسمى قسد لنقل الإرهابيين من مكان إلى آخر لأداء وظيفة جديدة عجزوا عن تنفيذها في السابق ثم تدعي أنها تبذل كل جهودها لتصفيتهم وإنهاء إجرامهم.
تكذب على العالم وتقول إن هدفها هو إحلال السلام في الشرق الأوسط وإذ بسياساتها التصعيدية تفتح أبوابها على مصراعيها فتنذر بحروب جديدة وأزمات جديدة والوثائق المسربة يومياً حتى من قبل الصحافة والاستخبارات الأميركية نفسها تؤكد ما نذهب إليه وتكشف على لسان مسؤوليها عن نياتها الاستعمارية في المنطقة.
سنوات مرت على الأزمة في سورية وأميركا تحاول أن تروج الأكاذيب وأنها جاءت لمحاربة الإرهاب في الوقت الذي لم تقتل فيه إلا المدنيين الأبرياء ولم تدمر إلا البنية التحتية للسوريين وممتلكاتهم ولم تقترب من تحصينات الإرهابيين.
وها هي الوثائق المسربة من عدة جهات سياسية وحقوقية دولية وحقوقية تؤكد أن القصف الجوي العشوائي الأميركي الشامل للأحياء السكنية في مدينة الرقة وحدها أسفر عن سقوط آلاف الضحايا بين المدنيين وألحق أضراراً كبيرة في البنى التحتية للمدينة المنكوبة بداعش ومشغليه.
ورغم افتضاح أمر أجنداتها العدوانية وظهور حقيقة أهداف تحالفها الدولي المزعوم الذي تقوده ورغم افتضاح دور شيطانها الداعشي الذي عاث في المنطقة فساداً وقتلاً وتدميراً وتهجيراً ونشراً للفوضى الهدامة التي روجت هي أنها بناءة وخلاقة، رغم ذلك مازالت إدارتها تضلل العالم وتقول إنها تحارب الإرهاب وتكبح جماح الدول الراعية له، وهي الدول التي لا تروق سياساتها لأميركا، ليظهر جلياً للعالم أنها وداعش وجهان لعملة واحدة وتتبادلان الأدوار الهدامة لخدمة أميركا وإسرائيل وحدهما.