|
|
حكاية معمرة... عاصرت أربعة أجيال... مجتمع الحاجة خديجة الحموي من مواليد تادف التابعة لمدينة حلب تبلغ من العمر 107 أعوام وهي بصحة جيدة وقادرة على قضاء كافة حاجاتها الضرورية بمفردها. غذاؤها الأساسي كما قالت يعتمد على التمر والعجوة ومشتقاتهما, ذاكرتها قوية وإجاباتها مركزة. > كم ولداً أنجبت? >> أنجبت اثني عشر ولداً بقي منهم ستة وتوفي الباقي. > ما سبب وفاتهم? >> لم يكن هناك وعي اجتماعي ولا رعاية صحية كما هو اليوم, وكنت أصطحب أطفالي وهم صغار جداً إلى الحقل وأضعهم جانباً لأقوم بالعمل في الأرض, وعندما كانوا يمرضون كنا نلجأ إلى الوصفات الشعبية (الطب العربي) والذي كان يعطي نتائج سلبية في بعض الأحيان. > وكيف تعرفت على زوجك? >> زوجي كان ابن خالتي لذلك فرضوه علي فرضاً وزوجوني منه وأنا في الثانية عشرة من عمري ولقد ظلموني بهذا الزواج, وأذكر تماماً يوم تحديد موعد العرس كيف هممت بالذهاب إلى التنور الذي كنا نخبز عليه خبر الصاج كي آخذ بقايا الحطب, وأمسح به وجهي كي ينفر مني العريس ولكن منعتني حماتي (خالتي) حيث كانت تعاملني معاملة قاسية جداً, وفي ليلة الزفاف (العرس) أقعدوني على الكرسي وجاء العريس فرحت أتوسل: (دخلك يا أمي خليني بنية..). وكنت أكرر تلك العبارة أملاً بأن يتركني عند أهلي كي ألهو وألعب مثل باقي الأطفال, ولكن زوجي كان يعتقد أنني أغني طرباً لذا كان يصفق لي. > كيف كانت علاقتك بزوجك? >> كان زوجي يعمل بائعاً متجولاً على ظهر الحمار في القرى والأرياف المجاورة لذلك فهو دائم السفر وكنت لا أراه إلا كل شهرين مرة ومع ذلك فقد تعلقت به كثيراً بعد الزواج, وعندما دنت منيته منذ نحو 25 عاماً أذكر تماماً أنني قلت له (والنبي يا شاويش البلدية الذي يجري عليك يجري علي لا تعذبوا حبيبي أنا خطية يوم يلي بموت أبكي عليه) وهكذا قدره أن يموت قبلي بزمان. > كيف كانت المواصلات وكذلك الأطعمة أيام زمان? >> كان أبي يسافر من حماة إلى حلب على الحصان وعندما دخلت السيارة كان حدثاً كبيراً أما الطائرة فكنا نخافها كثيراً ونختبئ عندما نسمع صوتها أو نراها تحلق في السماء. أما الأطعمة فتكاد تدور في فلك واحد هو البرغل, فمرة مع البندورة ومرة مع الكوسا وثالثة مع البطاطا. أما الآن فلقد تطور الأمر كثيراً وتعدد كل شيء لكن أنا ما زلت أحب الأكلات التي تحتوي على البرغل. > ومن بقي من أفراد عائلتك? >> الجميع توفي كل إخوتي وأخواتي وأبناء وبنات عمي لم يبق سوى أنا حيث عاصرت أربعة أجيال فأنا جدة لجدة. > كيف تقضين أوقاتك? >> في الصلاة والعبادة والاستمتاع بأحاديث الأحفاد. وهكذا انتهى الحديث الممتع مع الحاجة خديجة وابتسامتها العريضة لم تفارق وجهها المشرق متمنين لها الصحة والعافية.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
