تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نتائج باهرة..والغــرب يعيــد حسـاباته ومواقفــه

قاعدة الحدث
الأحد 7-10-2012
إعداد: دينا الحمد

شكلت نتائج حرب تشرين التحريرية على المستوى الاستراتيجي نقطة تحول نوعية في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي فبينما كانت إسرائيل تخطط بعد عدوان حزيران إلى تدمير القوات السورية والمصرية ومنعها من تحرير الجولان وسيناء كانت سورية ومصر تعملان على عكس ذلك

إضافة إلى هدم نظرية الأمن الإسرائيلي وتكبيد جيش الاحتلال أفدح الخسائر.‏‏

وبعد أن قامت القوات السورية الباسلة باقتحام خط آلون في الجولان وتوجيه ضربة قاصمة للعدو الإسرائيلي اقتحمت القوات المصرية خط بارليف وعبرت قناة السويس باتجاه سيناء وحققت قوات البلدين انتصارات كبرى لتغير من بعد ذلك الموازين الاستراتيجية في المنطقة.‏‏

أولى نتائج حرب تشرين كانت تحطيم نظرية الأمن الإسرائيلي وثبت أن فكرتها عن الحدود الآمنة فهي استطاعت في عدوان 1967 أن تحتل أراضي دول عربية واعتبرت الحدود الجديدة آمنة تماماً كما فعل هتلر في الحرب العالمية الثانية عندما اخترع نظرية المجال الحيوي ونادى بها وكان مصيرها الفشل وانتهت بألمانيا النازية إلى الدمار.‏‏

ومن نتائج حرب تشرين الاستراتيجية أنها صدمت المجتمع الإسرائيل وهزته هزاً عنيفاً من الداخل ففقد ثقته بقادته وجيشه وسياسة حكومته التي رسخت لديه أهداف التوسع والقوة وفرض الأمر الواقع، وخسرت إسرائيل بشرياً أكثر مما خسرت في الحروب الثلاث التي سبقتها، واستعادت سورية والأمة العربية ثقتها بنفسها وبقدرة جيشها واستعاد مقاتلوها ثقتهم بقدرتهم على تحقيق النصر مهما كانت قوة العدو المتغطرس.‏‏

كما بدأ العالم العربي يعيد حساباته ومواقفه بالنسبة للمنطقة بشكل عام على أساس الحقائق الاستراتيجية التي فرضتها نتائج هذه الحرب لصالح الحق العربي المشروع، بعد المفاجأة التي استخدمها الجيش السوري رغم وسائل الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية الحديثة وكذلك وسائل الاستطلاع والمخابرات الحديثة، الأمر الذي يثبت إمكانية تحقيق المفاجأت في الحرب الحديثة.‏‏

إن المعركة الحديثة ستبقى معركة أسلحة مشتركة تتعاون فيها جميع الأسلحة لتحقيق مهمة واحدة أو هدف واحد وقد كان واضحاً أن اعتماد إسرائيل على دباباتها فقط في معارك كثيرة سبب فشلها في هذه المعارك وفي الجانب العربي حققت معركة الأسلحة المشتركة نجاحاً بارزاً على المستوى التكتيكي كما أن تعاون جميع أفرع القوات المسلحة حقق نجاحاً على المستوى العربي التعبوي والاستراتيجي.‏‏

وقد أثبتت الصواريخ المضادة للدبابات كفاءتها في القتال البري ضد الدبابات ودمرت العديد منها بمعدلات عالية الأمر الذي جعل التساؤل يدور حول الدبابة في المعركة الحديثة ولاشك أن الدبابات لعبت دوراً رئيسياً في القوات البرية.‏‏

كما تطلبت نتائج هذه الحرب إعادة النظر في معدلات الاستهلاك لتعويض الذخائر والمعدات والأفراد فلولا الجسر الجوي الأميركي لإسرائيل خلال الحرب الذي بلغ حجمه أكثر من 27000 طن من المعدات العسكرية لتغير الموقف بالنسبة لإسرائيل.‏‏

وقد أثبتت الحرب أن النصر أولاً وأخيراً يرجع إلى المواطن المؤمن بقضيته وعدالتها والمتقن لعمله وحسن استخدامه لسلاحه وكان هذا الأمر في الحرب واضحاً وضوح الشمس.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية