يقول أحمد أبو زيد في مجلة الرافد العدد /179/ لقبت طوقان بشاعرة فلسطين بعد أن كرست حياتها لقضية بلادها وتناولت النضال الفلسطيني في معظم أشعارها ما يجعل سيرتها وذكراها خالدة في ضمير الشعب الفلسطيني والعربي ووجدانه.
ولدت فدوى عبد الفتاح طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي الأمر الذي فرض عليها قيماً وسلوكيات اعتبرت فيها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمراً غير مستحب وانعكس هذا على الحياة الشخصية للشاعرة التي لم تستطع إكمال دراستها فأخرجت من المدرسة في وقت مبكر جداً بعد أن جاءها صوت شقيقها يوسف مجلجلاً ذات يوم مقسماً أن لاتخرج من البيت إلا إلى القبر.
بعد أن بلغته حكاية ذلك الصبي الذي لحق بشقيقته في طريق عودتها من المدرسة ورمى لها وردة بيضاء على سور البيت ولكن فدوى اخترقت بإرادتها وسمو روحها أسوار ذلك البيت الذي بدا مثل حصن في قلب نابلس القديمة منطلقة إلى فضاءات الحياة الثقافية العربية والعالمية، فقد تولت تثقيف نفسها بنفسها وحصلت على دورات في اللغة الانكليزية ودرست الأدب الانكليزي وتأثرت بأحدث مدارس الفلسفة الغربية في أوائل القرن العشرين.
وكان لإخراجها من المدرسة وقعودها في البيت الفضل بعد الله سبحانه في اتجاهها إلى الشعر والأدب حيث التقطها أخوها الشاعر الكبير ابراهيم طوقان من الفراغ الذي كانت تعيشه وأخذ يعلمها نظم الشعر ويحببها في الأدب ويعرض عليها قصائد لكبار الأدباء كي تقرأها وبدأ ابراهيم يقرأ محاولات شعرية لفدوى كما يقرأ لتلاميذه في المدرسة ويبلغها القرار المصيري: «أنت لديك ميل للشعر، وسأعلمك كتابته».
لم تمارس طوقان في حياتها شيئاً غير الشعر، هذا الشعر الذي تغذى على الفجائع والحرمان والموت والفراق والغضب المكبوت والثورة الصامتة, وكان عالم طوقان ضيقاً ومحصوراً لم تخرج فيه إلى الحياة العامة ولم تشارك فيها سوى بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية وهو مالفت إليها الأنظار بقوة وأهلها لتدخل الحياة الأدبية في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات.
هذا وقد رحلت الشاعرة المبدعة عام 2003 عن عمر يناهز 86 عاماً.