تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لمن يدعي المعرفة!!!

بيروت
أخبار
الأحد 7-10-2012
بقلم: نسرين ياسين بلوط

من يدعي المعرفة وهو بمنأى عنها ولا يكاد يلمس عتبتها كما يستحيل على الأرض أن ترقى لتلامس أطراف السماء،

بل أن بصره قد أدرك قصوره تواً عند ولوجه في عالم الفكر فلم يبلغ حدود البصيرة التي لاذ إليها فكانت صماء عمياء عن الحقيقة التي توغل في رحاب الجهل والغرور السطحي.‏‏

وعندما يحاول المدعي المغرور أن يتوخى الحقيقة في الإدراك والمعرفة فإنه يظل محدوداً كحدود الفراغ يتوكأ على حافة الارتباك وتقمص جمالات الروح من غير جدوى أو فائدة ترجى، وهم يحتذون بهذا مثالاً من سبقهم في إدعاء استنارة البصيرة فسقط في أتون الخيبة والضياع الآسر ذليل العين في غل التحاسد من إبداعات غيره.‏‏

إن المعرفة الحقيقية تتغلغل في النبض وتولج في الروح في أقدس أحوالها وتترنم إبداعاً وعطاء متوهجاً بنور يهدي من الضلال إلى الصواب ومن الباطل إلى الحق ومن الحضيض إلى القمة.‏‏

فمتى تنقى أرواح البعض من ترهات داكنة يغوصون فيها بهدف إظهار أنفسهم كعلماء أو فلاسفة مفكرين وهم يتخبطون بعتمة حجب عنها جهلهم النور والحكمة؟.‏‏

إن الهدف الذي ندبتنا إليه المعارف هو أن نسمو بأرواحنا لما بعد الفناء وليس لنتنازع في البقاء، لأن ما يرسخ ويثبت منا هو ما نزرعه سنابل معرفة في بيادر أمتنا لا في منافستنا لاقتلاع الإبداع بالقوة والاغتصاب والسرقة.‏‏

إن لجج البحر الزاخرة بالقوة والعنفوان والصلابة بمياهها المتلاطمة هي معرفة بحد ذاتها للعقل البشري تعطينا حكمة في قراراتنا وثباتنا في الحياة وجماحنا في الطموح، هكذا تتغلغل أبسط الأشياء متسربة إلى جماح المنطق عندنا فتفجر فينا الخيال والإبداع والعطاء.‏‏

لكن العقول المحدودة المغرورة هي التي لا تدأب للمعرفة بل لما تراه بالعين المجردة وتحتكم البصر وأعني هنا النظر بدل البصيرة، فترسخ في هوامد الأرض لا في اخضرارها وتوالي الفصول عليها إبداعاً من عظمة الخالق عز وجل، فإذا بتفاهتها المأخوذة بهوامش السعي وراء الأضواء البراقة متلكئة مبطئة عن النهل من نور الحكمة والمعرفة غارقة في لجج غرورها وسواد جلابيب تباهيها الفارغ، فتسوغ لنفسها ادعاء ما ليس لها وما لا يمت لها بصلة.‏‏

فمن يخزن لسانه عن اللهج بكلمات الادعاء لأن اللسان دائماً جموح يشي بمآرب النفس وما تخفيه وتواريه من خير أو شر فقد عرف قدر نفسه وليته يفعل!!..‏‏

المعرفة بحر لن يدركه أهل الجهل والغرور في وعثاء سفرهم نحو التبجح والغرور وسبر الأغوار الدفينة لكلمة واحدة وهي: الضلال..‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية