تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلما اختلفت معها تقاربت معي أكثر

مجتمع
الثلاثاء 21/3/2006
بثينة النونو

معظم الفتيات يختلفن مع أمهاتهن في بعض الأشياء والاختلاف ليس شراً,المهم أن نعرف كيف نختلف ونتعلم كيف نتسامح ونحترم ونقدر أن الأم هي أسطورة الحب والحنان والعطاء.

فيما يلي بعض القضايا الخلافية بين الأم وابنتها التي قد تكون سبباً للتصادم بينهما..‏

-دانيا حيفاوي (طالبة جامعية) تقول:‏

أنا أحب أمي,لكني اختلف معها,هي تستيقظ في الصباح مع شروق الشمس بحيث تشرع في أداء الأعمال المنزلية على الفور وغالباً ما ترغمني على الاستيقاظ كي أساعدها,حتى في العطلات,وهذا يسبب صداماً بيننا,أنا أعرف في قرارة نفسي أنها تريد أن تعزز قيم الاجتهاد والمثابرة كي لا تترسخ لدي أحاسيس اللامسؤولية أو الاتكالية,ورغم أني تعودت على هذا الأمر لكن الصدام لا بد منه كل يوم,وألوم نفسي أحياناً وأطلب منها السماح.‏

-رلى علي (طالبة ثانوي) تقول:أمي أجمل الأمهات,لكني اختلف معها كثيراً,تريد أن تختار لي ثيابي على هواها وهذا لا يناسبني,لأني أحب أن تكون لي شخصيتي المستقلة,أنا أفضل الجينز في الليل والنهار وهي لا تحبه,فالفتاة في نظرها إن لم تلبس الفستان تذهب أنوثتها,أتمنى أن تفهمني وأتمنى أن تسامحني.‏

-زينة عبود (طالبة جامعية) تقول:أمي دقة قديمة وهي رائعة وحنونة لكني أختلف معها كثيراً,تريد أن تزوجني وتعرضني على الخاطبات,وأنا أكره هذا النوع من الزيجات,أي زواج هذا الذي يعتمد على العرض?? أنا لست تحفة فنية للعرض والطلب,أريد أن أختار بنفسي عريس المستقبل,وتريد هي أن تقرر عني,ترى من سينتصر في النهاية? لا أدري,لكني أدري أني أحبها وأتمنى أن تفهمني وتسامحني.‏

-لبابة حمو (طالبة ثانوي) تقول:‏

أنا أرفض طعام أمي واعتمد معظم الوقت على الوجبات السريعة والجاهزة,وهذا مايدفعها الى الجنون,المشكلة اختلاف أذواق,أمي مازالت تطهو على طريقة أمها,وأنا لا أحب الطعام التقليدي,ربما أكون مخطئة لكني أجد سعادتي حين أذهب وصديقاتي لأكل البيتزا أو السندويش الجاهز اللذيذ,تستاء وتغضب وتعنفني بشدة عندها أقدم لها أسفي ونتصالح ونعود لنختلف ومع ذلك هي أعظم أم في العالم.‏

- ميادة حلو (طالبة جامعية) تقول:اختلف مع أمي في كل شيء.. الدخول والخروج,الثياب,الموسيقا..‏

تجادلني كلما دخلت وخرجت.. الى أين? مع من? لماذا تأخرت?تفرض علي رأيها:هذا الثوب طويل وهذا قصير.. وهذا يجعلك قصيرة.. وهذا يجعلك شاحبة.. حتى الموسيقا التي أجد فيها متعة كبيرة تشعر أمي بأنها صممت لإثارة الصداع وتدمير الخلايا العصبية,أمي قد تكون محقة في خوفها علي بالذهاب والإياب.. وقد تكون محقة في انتقاد ملابس.. لكنها ليست محقة في منعي من الاستماع للموسيقا التي أحبها,لكنها تبقى أمي وأطلب منها السماح.‏

أخيراً أقول:أمي .. سامحينا على أخطائنا.. سامحينا على تقصيرنا إذ لا يوجد قانون ثابت أو أزلي للتعامل مع هذه الفروقات أو التناقضات,فالرغبات والأهواء والأذواق عرضة للتغيير والتطور مع مرور الزمن واختلاف الفكر,مايعنينا هو الحرص على أن تكون هنالك دائماً مساحة للحوار والتفاهم,والاستعداد لتقبل الآخر,وباقة ورد لأمي ولكل الأمهات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية