لاتبارح المنزل, تحيك كنزة الصوف, يتابعون معها أحداث فيلم عربي طويل بينما تفوح رائحة طعام زكية في أرجاء المنزل, بعدها يتذمرون من الإهمال المتراكم في ملامحها ..من تشقق يديها والأسود حول عينيها ورائحة البصل تعبق بثيابها البسيطة.. ويعيرونها بأمهات اصدقائهم ممن لا يتقدم بهن العمر إلا عاما كل عقد.. اللواتي يتصدرن مسارح الحياة العامة وصالونات الشرف, والحصيلة عتب كبير من قبل الشباب لأن الأمهات دوما مشغولات إما داخل المنزل أو خارجه.
بعض الشباب لم يتردد في طرح أفكار أصولية تتماشى مع الزمن الغابر ( تلزم بيتها)و ( لاتعصي زوجها) و( العزيزة في قومها ,الذليلة في نفسها) وهناك فئة من الشبان أعربوا عن رغبتهم بعودة الأم الى المنزل.
أما الفتيات فإلى صف أمهاتهن مهما بلغ التفاوت في الرأي. تراهن يعولن كثيرا على المظهر الخارجي للأم في محاولة لاختزال المسافة الفاصلة بين جيلين .
نقاشات عديدة يخوضها الشباب خلال الاحتفاء بعيد الأم بينت تحولا في الصورة وبدا عرضيا فيها الحديث عن تزايد الأعباء على كاهل الأمهات اللواتي بتن يصارعن طاقاتهن من أجل التوفيق بين الأسرة والعمل الذي تمددت ساعاته وكأن الأم لايحق لها أن تتعب وغير ضروري مكافأتها بالشكر لأنها مرادف للعطاء وألف تحية لكل الأمهات في عيد الأم.