بهذه السطور افتتح د.أمير ابراهيم رئيس جامعة تشرين ندوة (أساليب التدريس والبحث العلمي), كما أكدت كلمتا أ.د.علي درويش وسمير أصلان على ضرورة إيلاء البحث العلمي أهمية كبرى لأنه يعتبر أحد الجوانب الرئيسية لعمل الأستاذ الجامعي, وفي الوقت ذاته لا يمكن لهذه الأبحاث أن تتم من فراغ لأن للبحث العلمي مستلزماته الأساسية التي يجب أن تتوفر لينجز على الوجه الأكمل, ولابد من التوجه إلى الاعتماد على النفس في ما يحتاجه المواطن وهذا يتم بمزيد من الجهد والبحث العلمي الجاد.
ثم بدأت محاور الندوة التي استمرت لمدة يومين وتطرقت لمواضيع مختلفة في أربع جلسات.
وقد بين الأستاذ الدكتور أحمد شريتح في محاضرته (هموم ومعوقات البحث العلمي في المجال الطبي) من خلال دراسة ميدانية الهدف منها استقراء الواقع وتحديد إمكانيات الكوادر العلمية الطبية في جامعة تشرين وما هو متاح أمامها لتحسين ظروف وشروط عملها بغية تحسين الإنتاج العلمي ومحاولة وضع اليد على المعوقات والعراقيل الفعلية التي تحول دون تحسين التقويم مكانة جوهرية في منظومة الجودة الشاملة:
بين الدكتور عبد الله سعيد مدير الجودة والاعتمادية في محاضرته (نظام تقويم أداء عضو الهيئة التدريسية) أن تقويم الأداء يهدف إلى تطوير العمل الجامعي من خلال نشر ثقافة التقويم والكشف عن نقاط القوة والضعف واقتراح التوصيات المناسبة للارتقاء بمستوى الأداء والنهوض برسالة الجامعة بكفاءة وفاعلية مع ضبط الممارسات وتأمين تغذية راجعة تساعد على تطوير المناهج وطرائق التدريس وطرق تقويم الطلاب وتطوير الكفاءات. كما أكد د.سمير أصلان على أهمية توصيل المعلومة للطالب بأفضل الطرق والبحث عن أفضل الطرق في وضع الأسئلة, فيجب توخي الدقة وبشكل منطقي وأن تشمل كامل المنهاج مع مراعاة وقت المادة الامتحانية, وأكد على ضرورة أن تكون البحوث العلمية حقيقية وعلى أرض الواقع, مع ضرورة الاستفادة من البحوث العالمية وتطبيقها عندنا, وإجراء نوع من المقارنة بينها وبين النتائج العالمية.
وتوصل من خلال هذه الدراسة أننا بحاجة ماسة لإعادة ترتيب الأولويات وصياغة استراتيجية محلية تنبع من مشكلاتنا الخاصة لوضع الخطط الطموحة لمعالجة قضايانا عاملين بذلك على ربط المؤسسة التعليمية بشكل موضوعي وحقيقي بالمجتمع والحياة.
أوضح أ.د. سامر رستم من جامعة حلب في محاضرته (تقييم البحث العلمي عالمياً.. أين نحن?) الطرق والوسائل التي تستخدم عالمياً لتقييم الأبحاث العالمية في كافة الاختصاصات وأشار إلى حقيقة أن البحث العلمي في سورية حالياً ليس على ما يرام على الرغم من أن سورية تعتبر من الدول الجيدة في مستوى التعليم ومستوى الطلاب, ولكن مستوى البحث العلمي ما زال متدنياً وذلك يعود لعدة أسباب أهمها:
عدم الاهتمام بالبحث العلمي من قبل الباحثين, وعدم اعتماد معايير الجودة والدقة في الأبحاث العلمية, بالإضافة إلى التجاهل والتحيز من قبل بعض الناشرين في الدول المتقدمة ضد باحثي دول العالم الثالث, وعدم وجود بيئة حافزة تشجع على البحث العلمي في القطر بشكل منهجي. كما أكد أ.د.محسن الخير في محاضرته (الطبيب المعاصر) على حقيقة مفادها أن تكون طبيباً معناه أبعد من أن تتخرج من كلية الطب وتعمل مقيماً أو ممارساً, إنه يعني الدخول إلى طريق الحياة, وعلى الطبيب أن يعيش من أجل المهنة التي تعني أن الطبيب عالم يعنى بالعناية والمعالجة ولذلك فإنه سيتعلم طوال حياته لكي يكتسب معلومات جديدة وطرقاً حديثة لتطبيقها على المريض والعناية به.