تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذكريات في الفن...جلسة قات..

فنون
الثلاثاء 21/3/2006
عادل أبو شنب

قبل أكثر من ربع قرن دعيت إلى اليمن لتوقيع عقد كتابة مسلسل (وضاح اليمن)

الذي اقترحته على علاء الدين كوكش.عندما ندب للعمل في اليمن, فكلفت بكتابته ليخرج كأول عمل درامي ينتجه تلفزيون اليمن بممثلين سوريين ويمنيين, ويخرجه في اليمن, بل في تلفزيونه الجديد, المخرج الصديق علاء الدين كوكش. ذهبت بطائرة كويتية إلى الكويت ثم اليمن وكان يوم خميس, فلم أجد أحداً في انتظاري مع أن المخرج الصديق لطفي لطفي المعار إلى اليمن كان وعدني بأن يستقبلني في المطار. أمضيت ليل الخميس ونهار الجمعة وصباح السبت قبل أن يصل لطفي إلي, ويبدو أن سوء تفاهم أخره عن ملاقاتي في الموعد. ذهبت إلى مبنى التلفزيون والتقيت بالمدير العام الاستاذ علي صالح الجمرة, فقال يمتدح الحلقات التي كنت أرسلتها إلى اليمن(إنها جيدة ولكن لا بد من أن يطلع عليها علماؤنا وحتى يتم ذلك سأنظم لك جولة تزور فيها تعز والحديدة) اعتذرت عن تلبية كل الجولة, فقد كنت مرتبطاً بسفر من دمشق إلى بلغاريا, أنا والشاعر الكبير سليمان العيسى, لأوقع على وثيقة تجديد اتفاقية اتحاد كتاب البلدين,فأصر فاقتصرت جولتي على مدينة تعز القريبة من اليمن الجنوبي الذي كان كياناً مستقلاً وسافرت بسيارة مع سائق من هيئة تلفزيون اليمن, ومع رئيس البرامج الثقافية الذي عين مرافقاً لي في هذه الجولة الجميلة التي لاتنسى.‏

في السيارة عندما وصلنا إلى منتصف الطريق بين صنعاء وتعز, قال لي رئيس البرامج الثقافية مرافقي: هل تسمح لنا أن نشتري شيئاً من سوق هذه المدينة?‏

قلت: طبعاً نزل واشترى عدة باقات من نبات يشبه الفصة, وقال عندما دخل السيارة مبتسماً إنها كارثتنا.. الرجاء أن تسمح لنا بممارسة (تخزينه)‏

عرفت فوراً أنه يقصد القات. لم أكن قد رأيته من قبل. أمسكت باقة ورحت أتأملها, إنه نبات يشبه الفصة. لا شيء أكثر من هذا في المظهر على الأقل, في تعز جلسنا في بهو الفندق بعد أن انفردنا بأنفسنا في غرفنا للراحة قليلاً, لبس المرافق والسائق المناشف التي يلبسها اليمنيون, وجلسا على الأرض فجلست مثلهما, وراحا يقطفان أوراق القات. ويضعانها في فمهما فاقتديت بهما وفعلت كما فعلا. أحسست بمرارة مذاق القات في فمي. لم استسغ تناوله جاملتهما بالجلوس حوالى نصف ساعة ثم اعتذرت وتركتهما يستمتعان بمضغ القات وتخزينه. بدوت خلال إقامتي في اليمن اسبوعاً, منصرفاً إلى ملاحقة ما كتب عن القات. وجدت معظم الناس يجدونه ينشط الذاكرة ويغني الحديث هذا ما وجدته مكتوباً, لكنني رأيت بعضهم يعتبره مضيعة للوقت والمال.والظاهرة التي لفتت بالي, ورنحت في ذاكرتي أن العديد من فناني اليمن يقبلون على تعاطي القات, لأنه كما قالوا يعينهم على أداء أدوارهم الفنية بشكل ممتاز. لم أصل إلى يقين في هذه النقطة, خاصة وأن مدير التلفزيون اليمني واعذروني لأنني نسيت اسمه لم يكن يتعاطى القات ويعتبره كارثة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية