تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شكاوى وصراعات .. والخاسر الأغنية السورية

فنون
الثلاثاء 21/3/2006
يبدو أن وضع الموسيقا والغناء بات يشكل مشكلة تحتاج إلى حل فعلي خاصة أن كل يرمي الكرة إلى مرمى الآخر, فمؤخراً اشتكى

عدد من العاملين في مديرية الموسيقا في الإذاعة على رئيس الدائرة ومعاونه وأرسلت الشكوى إلى الجريدة وجاء في شكواهم أن هناك نقاطاً سلبية أدت إلى عدم رفع مستوى الأغنية السورية وعدم تطوير أدائها على الشكل الأمثل مؤكدين الدور التي باتت تلعبه المصالح الشخصية في الدائرة ..‏

ومن ضمن شكواهم أن من هم خارج ملاك الدائرة مدللون وتُفتح لهم الأبواب المغلقة الأمر الذي لا يتحقق بالمثل (على أقل تقدير) لمن هم على ملاك الدائرة ففي عام 2005 سجل مطربو الدائرة 20% فقط من الأغاني التي سُجلت و80% تم تسجيلها لمطربين من خارج ملاك الدائرة (كما ورد في الشكوى) كما شككوا بالتصنيف النقابي لهم .‏

ومن دون الدخول في تفاصيل الشكوى والرد عليها وإلى جانب من يقع الحق .. ومن دون الدخول في تفاصيل وأسماء ع أو ص أو س .. تبرز أسئلة ملحة : هل يتم استبعاد مطربين وموسيقيين حقاً ? وهل يتم ذلك لأنهم أقل مستوى وكفاءة ? أم أن هناك مقاييس أخرى ? وكيف تُكال الأمور ? ومن يقيم مستوى ما يقدم ? وأي عامل يلعب دوره في حياكة هذه الأمور العلاقات الشخصية أم المادة أم الإبداع ? وهل المطربين كلهم مبدعين أم أن قسم منهم مدعين ? هل هناك خوف حقيقي على الأغنية أم أن الأمر لا يتعدى (نكايات أبناء الكار) ? وهل انتقلت الحالة الإبداعية إلى حالة أخرى تندرج ضمن إطار الحلبة لصراعات تفقد ما بقي للموسيقى والطرب من مكان في زمن الشاطر فيه يدق مسمار في نعش الأغنية الحقيقية عوضاً من أن يساهم في الرفع من شأنها وإثبات أنه لن يصح إلا الصحيح ?.. كلها أسئلة في رسم السعي لاستنهاض الأغنية السورية وإعادة المكانة الحقيقية للمطرب الحقيقي والموسيقي الحقيقي بعيداً عن الأبعاد الشخصية والمصالح الضيقة لأي طرف من الأطراف , وبعيداً عن أي مرمى خفي قد يقصده قاصد .‏

هناك نقطتان هامتان ذكرتا في الشكوى تتعلق الأولى بمستوى الأغنية والثانية بتكافؤ الفرص .. حول هاتين النقطتين توجهنا بالسؤال إلى الأستاذ يوسف علي مدير دائرة الموسيقا لمعرفة رأيه فيما يتم اتهامه , فقال :‏

في دائرة الموسيقي هناك العاملون المعنيون بمرسوم وهناك معينون بصفة أعضاء , ومتمرنون وهناك من لا يحملون صفات أبداً (!!) , وبالنسبة لي فقد أصبحت رئيساً للدائرة في الشهر الثامن 2004 ولكني حتى الشهر الثامن 2005 كنت أنفذ الأغاني التي وزعت على المطربين من قبل رئيس الدائرة السابق , وعندما سألت رؤسائي عن هذا الموضوع قالوا أنها وزعت ولن نسحبها من أصحابها .. وكان للعاملين في الدائرة الكم الأكبر منها , وفي 2005 تم تطوير أسلوب العمل فاعتمدنا التوزيع الموسيقي الجديد واعتمدنا على الموزعين الأكاديميين من الموظفين وغير الموظفين المتعاملين مع الدائرة وعلى الموسيقيين المعتمدين للعمل في الدول العربية وهم من أفضل النجوم في الوطن العربي . كما تم تطوير أجهزة التسجيل فالمكسر الموجود لدينا يضاهي أي جهاز مكسر في الشرق الأوسط والعاملون عليه من المهرة وخضعوا لدورات داخل وخارج القطر , ونتيجة هذا التطوير نلنا في العام 2005 الجائزة الثانية على العالم في مسابقة للأعمال الفنية في باريس , كما أخذنا الدرجة الثالثة في مسابقة الأغنية العربية في اليمن .‏

(حول خطة عام 2006) بعد أن صنّف الفنانون الموجودون في الشهر العاشر ارتفعت التعرفة لكن بقيت الميزانية ذاتها فلدي خمسون أغنية في السنة سأنفذها وستوزع على 20 ملحن و30 مطرب , ولدي 15 مطرب من الموظفين وما يزيد عن 15 من المتعاملين مع الدائرة , لذلك خصصت هذه السنة 70% للعاملين لدينا و30% توزع على المتعاملين مع الدائرة لأن الدائرة هي النافذة التي ربما كانت في السابق نافذة للاستفادة فقط لكن اليوم إلى جانب الاستفادة هنا الإبداع والإتقان للعمل فيتم تكليف أشخاص ينبغي أن يُكلفوا أما غير القادرين على العطاء ينبغي ألا يتم تكليفهم .‏

وحول اتهام أن من يأتي من خارج الدائرة هو المبدع المدلل وحول رفض وقبول التكليف من قبل العاملين في الدائرة . قال : من الفنانين الممتازين لدينا سمير سمرا وأخذ حقه تماماً وهناك ماهر مجدي , نعيم حمدي , معين الحامد , رياض يونس , بسام حسن . هؤلاء موظفون بمرسوم وهم مجتهدون لكن نعيم حمدي الدائم السفر ويعتمد على أعمال أخرى أكثر من تسجيله للإذاعة .. وهو يعد حالياً عدة أغان سينفذهم عندنا في الاستديو .‏

وضاح إسماعيل وهو من العاملين في دائرة الموسيقا بصفة فنان (فقط) دعوناه وكلفناه ولم يقبل التكليف , لكن من بقي فمن نكلفه يلتزم التكليف .‏

تقوم الدائرة بتكليف الفنان بحجم العمل وإن امتنع عن ذلك هناك عقوبات مسلكية , ولا يحق له المطالبة بحجم العمل لأن الإدارة واللجان الموجودة هي التي ترتئي له ذلك , فهناك أشخاص إن كلفتهم ب 12 أغنية يعد الأمر كارثة لكن يمكن أن تكلفهم بأغنية أو اثنتين من أجل تشجيعهم .‏

أما تكافؤ الفرص فيجب أن يكون وفقاً للإبداع , فلا يمكن أن يستوي الفنان العادي مع الممتاز وعلى سبيل المثال عندما أكلف سمير سمرا بعشر أغنيات يجب أن أكلف صالح محمد أو أيمن شرف بأغنية , لكن هل من المعقول أن أكلف شرف أو صالح أو الجبان بعشرأغان مثل سمير سمرا ??.. هذا لا يسمى تكافؤاً للفرص وإنما سوء في العدالة , فتكافؤ الفرص أن تعطي كل ذي حق حقه .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية