وذلك لأن أحدا من هؤلاء ليس لديه أي مشكلات من هذا النوع .! وتنبثق التبريرات المألوفة وتلك المبتكرة .. ويبدأ العاشقان المختصمان بالتخبط تارة هنا ..وتارة هناك .. لكنهما وتحت وطأة المحبين على وفرتهم .. يرحبون باستلام أسلحتهم الصدأة .. لتحتدم البراكين الراكدة ساعة تلو أخرى .. حمم ولظى وغبار عائلي كثيف يعم ويعم .. حتى يحجب نور الشمس.. والمشجعين من الطرفين يرقبون عن كثب.. متناقلين آخر الأخبار وهمهم الوحيد (أطفال قيس وليلى المساكين) . ويجد العاشقان نفسيهما بين ليلة وضحاها بيدي القضاء .. الذي سيقدر بلا شك محبة كل منهما للآخر وللأولاد .. وينظر في الالتزامات.. ويضع حدا لهذه المعركة الهزلية الشرسة . فيطمئن كل منهما بأن الملف أضحى في أيد أمينة . ويطول الانتظار .. شهور بأكملها .. والمشجعون والأولاد.. ينتظرون بدورهم نتائج التقرير .. ليروا ما كان خافيا عن أعينهم وأعين الآخرين .. وهم يسمعون كل دقيقة ما لذ وطاب عن كلا الوالدين العاشقين دون أن يصدقوا .. فالواقع والحلم كلاهما في طرف .. والروايات المحبوكة بإبر من غل وانتقام في طرف نقيض.. أمور لا تصدق.. لكنهم في النهاية يصدقون رغما عن براءتهم . ليتحول أحد العاشقين في مخيلتهم إلى شرير يلعب في وقت فراغه دور أحد الأبوين .. بينما الآخر مظلوم .. مجروح .. لا يبتغي من هذه المباراة كلها سوى راحة الضمير التي لا بد آتية .. وتغدو لحظة اللقاء من أكثر اللحظات مرارة .. الكل يخشى الكل .. ثقة مفقودة .. وأنفس مشدودة .. الأولاد يبكون .. ولا يعرفون لماذا هم يبكون .. أما قيس وليلى فقد تحولا بقدرة قادر إلى قاتلين لا يحاسبان.. يزكيان هذه الكراهية بحقد جديد .. ولا يبخل أحدهما على الأولاد بلعبة رخيصة .. أو قطعة حلوى .. خلال ساعة الإراءة وهم يأكلون ويلعبون ويراقبون كملائكة ألعاب الأولاد الآخرين .!‏