تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نضال جديد: الرواية السورية تجربة متعثرة

شؤون ثقا فية
الثلاثاء 21/3/2006
لينا ريا

نضال جديد قاص وروائي يطارد حلمه الادبي الذي طالما دغدغ المخيلة والعقل. ويحث الخطى على خلق بصمته الادبية من خلال نتاجه الذي يعمل جاهداً على اتقانه حرفيا والسعي الى تجديد تقنياته .

صدر للأديب جديد عمل روائي بعنوان ( وردة الغبار) وهو النتاج الثاني له بعد صدور مجموعته القصصية ( خريف الوجوه) يمتاز نصه الروائي بلغته الحارقة والتي تفيض بالهم الاجتماعي والقهر السياسي والوجع الانساني, وللتعرف على هذا العمل الروائي التقت (الثورة) الاديب نضال جديد واجرت معه هذا الحوار .‏

< لماذا اخترت ان يكون بطل قصتك كلبا. وهل تعني بهذا الاختيار اننا فقدنا الرمز الانساني?‏

<< اختياري هذا فيه نوع من الاحتجاج حيث يوجد فراغ تركه الانسان خلفه وهذا الفراغ عاطفي ومن حسن الحظ كان هناك كائنات اخرى قدرت ان تملأ هذا الفراغ وفي هذه الحالة كان الكلب تاج ,.‏

لا لم نفقد الرمز الانساني, ولكن يكون السلوك الانساني استفزازيا في اغلب الاحيان.‏

< لماذا برأيك يكون السلوك الانساني استفزازياً?‏

<< تجربة الانسان عبر هذا التاريخ الطويل مرت بحالات اشراق, وللأسف مرت بحالات كثيرة فيها انطفاء وظلم ودون ان اكون مضطرا للتعميم فاذا اخذنا احداث الرواية بالذات كان من السهل ان نكتشف تعثر التجربة الانسانية الذي بطلها كائن بشري هذا الشيء يعكس قصورا ذاتيا ,وموضوعي يفضي الى هذا القصور بالاداء الانساني.‏

< نلاحظ في نصك الروائي, ان شخصياته مظلومة اجتماعيا, ومقهورة سياسيا,ومستلبة الارادة, وتعيش انهزامات داخل عوالمها وخارجها, فهل تحاول الثأر في فترة سياسية معينة من خلال تقديمك هذا الكم الهائل من الاحباط والانكسار في عوالم شخصيات روايتك ?!‏

<< لا قطعاً لم افكر اطلاقا على هذا النحو فمنطق الرواية محكوم ضمن العلاقات التي يقدر ان يحيط بها فعلا هناك شخصيات مقهورة ومسلوبة بفعلين داخلي وخارجي,ذاتي وموضوعي.‏

الاكثر اهمية هو فعل الاستلاب الذاتي والذي يجعل هذه الكائنات مرتبكة وتدور بفلك القهر .‏

< يوجد نقد واضح وصريح في روايتك على ارث ديني وسياسي, فهل انت ثائر على هذا الارث..?‏

<< النص الروائي يرصد الستاتيك الموروث . وكيف انه يمغنط هذه الكائنات حوله ويؤسرها وعندما تفلت تكون مضطربة وتعجز عن تحقيق ذاتها بالشكل الذي يمنحها حريتها كاملة,ويعطيها طاقة اقلاع جديدة وكذلك الارث السياسي بصورته الفاسدة لا يقل اذى ابدا عن الارث الآخر. وهو ايضا عنصر شلل.‏

<السوداوية كانت اللغة السائدة في نصك الروائي فلماذا لم نجد نوافذ امل مفتوحة على مجتمعنا العربي?‏

< < لااعتقد انني املك لغة خاصة بي برصد الحالة السوداوية التي نعيشها في مجتمعاتنا العربية واعتقد ان الامل خدعة كبيرة نحاول ترويجها,حتى الاشخاص الذين يعملون على ترويج مصطلح الامل هم اشخاص غير مقتنعين او يعنوا به شيئاً اخر وهذا الكلام ليس متطرفا بقدر ما هو موضوعي وصادق وواع بنفس الوقت.‏

< صدر لك مجموعة قصصية بعنوان (خريف الوجوه) فأين تجد نفسك في العمل القصصي ام الروائي?‏

<< يوجد فرق بين العملين . فالعمل الروائي يتطلب مهارة خاصة وقدرة استثنائية في صنع فضاء كامل متكامل له ايقاعه وتشكيله الخاص بفنية وجمالية عالية.وعالم الرواية متسع ومتداخل وفضاء القصة مختلف تماماً.. وها انا اجرب ..‏

< ما تقييمك للرواية السورية?‏

<<تجربة متعثرة وما زالت تحبو كونها نتاجاً ثقافياً مثلها مثل غيرها‏

< اليوم ما هو الدور الذي يلعبه المثقف العربي في صياغة المستقبل ?‏

<< المثقف العربي بشكل عام غائب ولا اقصد هنا انه مغيب. اعتقد ان المثقف العربي لم يصل الى صيغة جواب منطقي ومعقول لأسئلة الحياة او للأسئلة التي واجهته ولأكون دقيقا في جوابي منذ اربعينات القرن العشرين والى الآن والمثقف ا لعربي لم يحسم امره بين الحضور والغياب, بين الوجود والتجريب بحصيلة معرفية مترددة لا يمكن ان تحقق القدرة على صياغة مستقبل ذي ملامح صريحة وواضحة وهذه ازمة كبرى واعتقد ان الازمة بالتحديد هنا .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية