تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حقوق التأليف والنشر محفوظة .. ولكن

شؤون ثقا فية
الثلاثاء 21/3/2006
ديب علي حسن

حقوق النشر والتأليف محفوظة, جملة تطالعك على الصفحة الاولى من أي كتاب يصدر في اي مكان في العالم, واذا ما حدث وسقطت هذه العبارة السحرية سهواً فسرعان ما يستدرك الامر وتكتب في اول إعادة للطباعة هذا اذا اعيدت ثانية. ولكن ما ذا تعني هذه العبارة.. وما مفعولها القانوني وهل هي قادرة على حفظ حقوق المؤلف او الناشر ..

بداية, نقول: ان الواقع يقول انها تعمل عملها في حالة واحدة وهي حالة واسعة اذا كان الكتاب او العمل الادبي او الفكري رديئا لا قيمة له فهنا تكون حقوق التأليف اكثر من محفوظة, يضاف اليها اكداس الغبار وتلف الكتاب وهو معروض ويعاد مع الشكر البارد.. وهنا تحضرني حادثة طريفة, وهي ان روائية شابة في مقتبل العمر قدمت لأحد الموزعين 100 نسخة من روايتها وبعد عام أرادت ان تجني ثمار الزرع فأعاد الىها الموزع 110 نسخ فأجابته على الفور: قدمت لك 100 نسخة ومن اين اتت ال 10 الاخرى.. اعترف الموزع فيما بعد ان الطبيع زاد الكمية 50 نسخة ظنا منه ان الاسم جذاب وقد اشترى منه 10 نسخ دفع ثمنها نقدا لكنها ظلت بوجهه..‏

الحالة الثانية التي لا تعمل فيها هذه العبارة تتمثل في الكثير من الاصدارات الممتدة من بيروت الى دمشق الى القاهرة الى آخر عواصم الوطن العربي, يضاف اليها الترجمة, فاذا كان العمل الادبي هاماً ومطلوباً فما من احد قادر على ان يحميه وربما في تاريخ ادبائنا المعاصرين من الامثلة ما يكفي نقف عند بعضها .‏

نزار قباني كنز مجاني..‏

من المعروف ان الشاعر نزار قباني اسس منشورات قباني في بيروت لئلا تزور منشوراته,ولكن ذلك لم يجد نفعا على الاطلاق مع اننا اذا تصفحنا احدى مجموعاته فسوف نجد عبارة الطبعة الخامسة والعشرين على الغلاف, وهذا الرقم شرعي وحقيقي حسب منشورات نزار قباني ولكن ماذا في عالم الاقبية وآلات (الريزو) الواقع يقول : ان تزوير منشورات نزار قباني واعادة طباعتها يشكل مصدر عمل ورزق للكثيرين وما انخفاض اسعار هذه المجموعات الا دليل على ذلك, فثمة اكثر من طبعة مزورة تباع على الارصفة بما فيها الاعمال الكاملة ولا سيما الاعمال السياسية ولا اظن ان الشاعر كان غاضبا من هذه الحالة فهو شاعر الجماهير العربية التي توجته اميرا للشعر والناطق الرسمي باسمها وفي حديث مع احد الزملاء المهتمين بالنشر سألته عن موقف نزار من هذه الحالة فأجاب : كان يغض الطرف مبتسماً..‏

مظفر النواب والأعمال الشعرية الكاملة..‏

الشاعر مظفر النواب يمثل حالة استنهاض للعزيمة العربية وقد وزعت قصائده وكأنها المنشورات الممنوعة ولاسيما (وتريات ليلية) ومن المعروف ان الشاعر لم يصدر اعماله الشعرية في مجلد كما فعلت احد دور النشر في لندن, اذ عدت عام 1996م الى اصدار الاعمال الشعرية الكاملة ( للشاعر العربي المناضل- مظفر النواب..) وزينتها بعبارة جميع الحقوق محفوظة, وقد سمعنا حينها من احد المقربين من الشاعر انه قال: انها طبعة مزورة,و تساءل هل من عاقل يصدر الاعمال الكاملة وهو على قيد الحياة.. فالتجربة الشعرية لما تنته بعد.. واظن ان آلاف النسخ تم تداولها مصورة من قصيدته( وتريات ليلية) بل اذا قلنا : ملايين النسخ لم نكن نبالغ..‏

حالات اخرى..‏

اذا تركنا الشعر وانتقلنا الى الرواية فيمكن ان نقف عند رواية اولاد حارتنا لنجيب محفوظ فهذه الرواية بما ا ثارته من اشكالات تعرضت للتزوير في اكثر من مكان ولا بد من الاشارة الى انها لم تطبع في مصر بشكل كتاب.وبعد نجيب محفوظ تأتي روايات احلام مستغانمي لا لأنها ممنوعة بل لأنها نالت شهرة متميزة واصبحت مطلوبة ونظراً للسعر المرتفع للنسخة فقد تعرضت للتزوير واعادة الطباعة كما صرحت بذلك الكاتبة نفسها.‏

واذا توقفنا عند رواية الاستاذ ممدوح عزام ( قصر المطر) الصادرة عن وزارة الثقافة, فاننا رأينا عشرات النسخ المصورة من هذه الرواية التي فقدت من الاسواق, قبل ان تعاد طباعتها ثانية..‏

اما في باب الدراسات والنقد والسياسة, فان حالات التزوير تشتد حسب حالتين الاولى سعر الكتاب المرتفع وهو باعث حقيقي من اجل الحصول على نسخ رخيصة وربح سريع, والثانية اذا كان الكتاب ممنوعاً فهنا لا يهم السعر, فالقارئ الذي يصاب بعدوى الفضول يدفع ثمن نسخة مصورة اضعاف ثمنها الحقيقي وتجد من لا يقرأ ومشدوداً لأن يقرأ على مبدأ ( كل ممنوع مرغوب) وهنا يمكنني القول وبكل ثقة: من حسن حظ بعض الكتاب ان اعمالهم منعت فحققوا ثروات طائلة, واظن لو انها تركت تمر لظلت اكداسا في المستودعات وقد شهدنا في الفترة الاخيرة سعي بعض المبدعات الى طرح روايات يسعين من خلالها ا لى المنع لعلهن يحققن ما حققه ..??!!‏

واخيرا نذكر ان كتب الابراج في كل عام عرضة للتزوير واعادة النشر بعد ان حققت حضورا جيداًَ.‏

ومع ذلك ..‏

ومع ذلك نسأل: هل تكفي عبارة حقوق التأليف محفوظة لضمان حقوق الناشر والمؤلف.. الناشر يضمن حقه بكل المقاييس لكن المؤلف في الحالتين هو الخاسر الا من شهرة معنوية لا تطعم خبزاً ولا تسد رمقا ومع ذلك فحقوق النشر مباحة..‏

تعليقات الزوار

احمد شريم |    | 07/10/2007 09:15

ومن يجرؤ على الكلام حكم الصمت في وجود سيد الكلام ايجرؤ قلمي على كتابة الاطراء اتجرؤ يدي على والامضاء فمن انا وما تعني بين بحرك ورقة بيضاء احمد شريم الى سيد الشعراء(مظفر النواب)حي في قلوبنا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية