ومعها ملايين العمال العرب من المحيط إلى الخليج في الرابع والعشرين من شهر آذار( مارس) هذا العام بالعيد الذهبي بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. ففي هذا اليوم التاريخي المجيد أعلن الرواد الأوائل من القادة النقابيين العرب في مؤتمرهم التأسيسي الأول الذي عقد عام 1956 على مدرج جامعة دمشق.. دمشق العروبة والصمود والشموخ العربي الأصيل عن قيام وتشكيل اتحاد نقابي كضرورة نقابية قومية لجمع صفوف العمال العرب يوحد كلمتهم ويصون حقوقهم ويحافظ على مكتسباتهم, مجسداً لوحدتهم معبراً عن آمالهم ومؤكداًً وحدة أمتنا العربية هدفاً ومصيراً ومجسداً حقيقة العمال العرب كنواة صادقة مخلصة لتحقيق الوحدة العربية الشاملة.
عمال فلسطين أول من طالب بتشكيل اتحاد واحد موحد للعمال العرب
لقد كانت الحركة العمالية النقابية الفلسطينية هي أول من طالب ونادى وعمل من أجل وحدة العمال العرب ووحدة النضال والتنظيم من أجل قيام وتشكيل اتحاد واحد موحد للعمال العرب. وقد ترجم عمال فلسطين إيمانهم بهذه الفكرة الوحدوية القومية في القرار الذي اتخذه مؤتمرهم (مؤتمر جمعية العمال العرب الفلسطينية) الذي عقد في حيفا خلال الفترة من 29-30/8/.1946 وتحرك عمال فلسطين بعد المؤتمر بإرسال العديد من الرسائل وأرسل العديد من الوفود إلى كل من سورية ولبنان لإجراء مباحثات ومشاورات مع القادة النقابيين العرب من أجل تحقيق هذا الهدف القومي الهام.
وفي شهر تموز عام 1955 تقدم بعض العمال العرب الفلسطينيين بمذكرة إلى مؤتمر الخريجين العرب الذي عقد في القدس طالبوا بمذكرتهم المؤتمر باتخاذ توجيه من أجل قيام وتشكيل اتحاد واحد موحد للعمال العرب.
وبعد جهود مضنية للعمال وعقد لقاءات ومبادرات ومشاورات نجحت تلك الجهود واتفقت إرادة النقابيين العرب على عقد المؤتمر التأسيسي الأول بدمشق عام 1956 من المنظمات عربية عديدة.
وتابع المؤتمر أعماله من 24-26/3/1956 حيث شكل العديد من اللجان(التنظيمية- المالية- الاجتماعية-الإعلامية- والدستورية) لبحث كافة الموضوعات المطروحة أمام المؤتمر. وأعلن يوم 26 آذار( مارس) عن تأسيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وانتخبت لجنة تنفيذية وأمانة عامة.
ومنذ بداية التأسيس تصدى الاتحاد للمؤامرات والدسائس الإمبريالية الصهيونية والرجعية, فكانت الوثبة الأولى العملاقة في الاضرابات العمالية في كل أرجاء الوطن العربي ضد العدوان الثلاثي الغادر على مصر الشقيقة عام ,1956 والامتناع عن شحن وتفريغ السفن الأميركية في الموانىء العربية كرد على رفض العمال الأميركيين تفريغ وشحن الباخرة العربية كيلو متراً في الموانىء الأميركية ثم امتناع العمال العرب عن ضخ البترول العربي إلى دول العدوان وتفجير خطوط التابلاين, ومناصرة ثورة الجزائر ودعم نضال شعبنا العربي في اليمن ومناصرة عمال وشعب الأردن ضد حلف إيزنهاور ومناصرة عمال وشعب لبنان ضد إنزال قوات الأسطول السادس إلى الأراضي اللبنانية في عهد كميل شمعون, ومناصرة ثورة وعمال شعب العراق التي أطاحت بالحكم الرجعي, وإسقاط نوري السعيد, ووقوف العمال العرب بكل طاقاتهم مع قيام الوحدة بين مصر وسورية .1958 واستمر الاتحاد في نضاله ومواقفه الصلبة حتى الآن مع الثورة الفلسطينية المعاصرة والنضال العادل الذي يخوضه عمال وشعب فلسطين معتبراً أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعمال العرب إلى أن يتم تحرير فلسطين.. كل فلسطين وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس, بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد داخل وخارج أرضنا المحتلة, وتحرير الجولان السورية وما تبقى من مزارع شبعا في لبنان.ووقف المؤتمر الحادي عشر للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب المنعقد بدمشق أواخر عام 2004 مواقف مبدئية وثابتة من كافة القضايا النقابية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و السياسية مدافعاً بصلابة عن قضايا أمتنا العربية المصيرية, والدفاع عن الحقوق والحريات النقابية للعمال العرب, فتحية حب ووفاء للرواد الأوائل من النقابيين العرب الذين ساهموا في تأسيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.
صبري بدر
الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي
لنقابات العمال العرب لشؤون الإعلام سابقاً.