تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل ماتت غيرتنا العربية?

بغداد
شؤون عربية ودولية
الثلاثاء 21/3/2006
زياد المنجد

مرت الذكرى الثالثة لاحتلال العراق دون أن يشهد الشارع العربي تحركا ولو خجولا لاستنكار هذا العمل الذي عصف بقطر عربي.

عجيب أمر الأمة العربية التي لم يعد يحرك شارعها أحداث تعصف بأمن أقطارها وتهدد وجودها ,فمن غير المعقول أن تتحرك شوارع العالم نيابة عنا مطالبة برحيل الاحتلال من العراق في ذكراه الثالثة بينما لاتشهد شوارع المدن العربية تحركا يطالب بذلك‏

هل ماتت غيرتنا نحن العرب? وهل مطلوب منا التقوقع داخل أقطارنا ? أو داخل مدننا غير مكترثين حتى بما يحدث لمدن أخرى داخل القطر الواحد‏

هذا مايريده أعداؤنا بالطبع. وهذا مايعملون عليه منذ سنوات فالهم القومي الذي يجمعنا يجب أن يتلاشى ويجب أن نؤكد قطريتنا حتى نكون بمأمن من شرور الأعداء ومخططاتهم التي تستهدف الخط القومي في كل قطر ينادي به.‏

لقد كان الفكر القومي و ما يزال عقدة الأعداء ومبعث خوف لهم وانتشاره في الوطن العربي اكبر خطر يهدد امن الكيان الصهيوني فكان لابد من ضربه والعمل على تجذير القطرية وتفعيلها‏

وهو ماتحقق للاسف على أكثر من صعيد في أقطارنا فالأحزاب القومية يجب اجتثاثها والاستعاضة عنها بأحزاب قطرية تمهد الطريق لأمم داخل الأمة العربية وبدأنا نسمع عن الأمة المصرية والأمة العراقية ..... الخ و نرى دساتير لاتشير إلى انتماء هذا القطر أو ذاك إلى الأمة العربية, وهذه كلها بدايات لعصر جديد ستشهده الأمة العربية بحيث تكون الجامعة العربية وهي الهيئة الرسمية الوحيدة التي تشير إلى انتمائنا إلى هذه الأمة في الوقت الحاضر أمر يجب التخلص منه.‏

لا أريد أن أن أكون متشائما من وضعنا ولكن الواقع يشيرالى أننا نسجل تراجعا في الحفاظ على هويتنا القومية ونرى الأحداث تجري دون أن نكون فاعلين فيها في وقت نملك إمكانية الفعل والتأثير ونبقى متفرجين ننتظر نهايتنا دون أن نحرك ساكنا لا بل نسهم دون أن ندري بهذا الواقع الجديد المفروض علينا بالسكوت عليه وعدم الاكتراث بما يخططه الأعداء‏

وإذا كانت الحكومات العربية محكومة بالمواقف الدولية والرسمية ولا يمكنها تخطي حدود رسمتها العلاقات الدولية وتهديدات العصا الأمريكية التي صارت تعتبر الكلام عن هموم أشقائنا في الأقطار العربية تدخلا في الشأن الداخلي لتلك الأقطار تستحق فرض عقوبات وقرارات من مجلس الأمن فان ذلك لايعفينا نحن الجماهير العربية من التحرك حيث إننا بعيدين عن الموقف الرسمي المربوط بالحسابات الدولية‏

أصبح من الواجب علينا أن نعمل من اجل امتنا والعمل البعيد عن الشعارات بالشعارات والبيانات مطلوب منا ان نجسد وحدتنا بالفعل بعيدا عن المؤتمرات والخطابات أن نوحد أنفسنا مع أشقائنا في كل الأقطار عبر تكتلات جماهيرية تقوم بها الأحزاب بدور فعال في توحيد الصف العربي الشعبي وان تكون هناك تجمعات شعبية عربية تضع الأسس لإذكاء الشعور القومي الذي يتكالب الأعداء على إنهائه , وهنا لا اعفي الحكومات العربية من واجبها بتقديم الدعم لهذه التجمعات وتشجيع عقدها وخاصة من الحكومات التي تعيش هم الأمة القومي وهي تكون قد قدمت اقل مايمكن تقديمه للحفاظ على الروابط القومية التي تجمعنا .‏

ليس من المعقول أن نبقى حياديين تجاه مايجري على ارض امتنا وكأن الأمر يجري في كوكب أخر لا بل من المعيب أن نرى آخرين من أمم أخرى يقومون نيابة عنا بالمطالبة بوقف الانتهاكات التي تتعرض لها امتنا فسكوتنا عليه يعني قبولنا به عندما يجري علينا أو على الأقل إعطاء الذرائع لسكوت الآخرين عندما نتعرض لمثله‏

يجب علينا إن ندق ناقوس الخطر ونعمل كجماهير للتصدي للمخاطر التي نتعرض اليها والأحزاب العربية أمام محك تجاه جماهيرها في بلورة عمل عربي جماهيري مشترك يحافظ على وحدة انتمائنا بعد أن نجحت الحدود السياسية في وضع حواجز بين أبناء الأمة الواحدة قبل أن تنجح القوى المعادية في مشاريعها الهادفة إلى جعلنا أمما داخل أقطارنا‏

إن الوفاء لتاريخنا ولشهداء امتنا الذين سقطوا على طريق تحرير هذه الامه وتوحيدها يستصرخ ضمائرنا أن ننهض من جديد لنكمل ما بدؤوه وعندما تتوفر لدينا الإرادة فلن تستطيع المخططات المعادية فرض الأمر الواقع علينا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية