أخلاق المشرقي القديم
ملحق ثقافي 21/3/2006م مثل إنسان حكيم، دع فهمك يشع بتواضع على من حولك. اكبح جماح فمك. راقب كلماتك، واحفظ شفتيك كما يحافظ الغني على ثروته.
لا تتفوه بما لا يُفيد، ولا تعطِ نصيحة في غير محلها. لا تسارع للوقوف في أمكنة الاجتماعات العامَّة، وتجنب الأماكن التي يجري فيها الخصام. فعندما يحل الخصام سيتوجب عليك إعطاء الرأي، وسوف يجبرونك على أن تكون شاهداً على ما حصل، ويأتون بك لتُدلي بشهادتك في المحكمة في قضية لا تخصك. فإذا رأيت خصاماً تجنبه وتجاهله، أما إذا كنت طرفاً في الخصام فحاول إطفاء لهيبه، ففي كل نزاع ابتعاد عن جادة الحق والصواب، ومن يبادر إلى إيقافه هو الذي يفكر بصالح صديقه. لا تصنع بخصمك شراً، ومن يبادرك بسيئة كافئه بحسنة. واجه عدوك بالعدل ولا تظلم، ولا تترك قلبك نهبة لإغواء العمل السيئ. أعطِ الطعام لسائله، وخمر البلح لطالبه، ولا ترد طالباً لصدقة أو ثوب، فبعملك هذا تبتهج الآلهة، وبعملك هذا مرضاة للإله شَمَشْ، وبه يُجزي حسنة. لا تتزوج من عاهرة فاق أزواجها الآلاف، من بنات عشتار اللواتي نُذرن لإله، من بغي مقدسة عشاقها بلا عدد، لأنها لن تكون سنداً لك في همومك، وفي الخصام سوف تشوه سمعتك وتفتري عليك، إن الطاعة والاحترام ليسا من شيمتها، والبيت الذي تدخله سيؤول إلى خراب وزوجها لن يفلح. أي بُنيَّ، إذا اختارك الأمير لخدمته، حافظ على ختمه محافظتك على نفسك. وإذا فتحتَ خزنته وولجتَ إليها، ستجد أموالاً لا يمكنك عدها، فغض الطرف عنها ولا يراودك طمع بها. لأن عملك في النهاية سوف يفتضح، وستبدو سرقتك واضحة للعيان، وسيعلم الأمير بذلك وينزل به العقوبة. لا تُغلظ في الكلام ولا تفتر على أحد، لأن من يُغلظ في الكلام ويفتري على الناس، يعاقبه الإله شَمَشْ ويلاحقه طالباً رأسه. احفظ شفتيك ولا تتشدق بالكلام، وكلماتك الذاتية لا تبُح بها حتى لنفسك في وحدتك، إن ما تقوله بتسرع سوف تضطر للتراجع عنه لاحقاً. ليكن عقلك ميزان نطقك. أدِ الفروض لربك كل يوم، ارفع له الصلوات، وقدم القرابين، وأشعل البخور. إن تبجيل الآلهة يورث هناءة العيش، وتقديم القرابين إليها يطيل العمر، والصلوات تكفّر عن السيئات. من يحفظ في قلبه مهابة الآلهة محبوب لديها، ومن يتوجه بالعبادة إلى الأنوناكي تمتد به الأيام. لا تتفوه ببذيء الكلام، بل قل أحسنه. وإذا وعدت فأَوفِ بوعدك.
|