واتضح أن كل النظريات الأخرى، مثل حقوق الإنسان والطفل وسواها كانت مجرد قناع تتجمل به دول الغرب الاستعماري، فقتل أكثر من مليون طفل عراقي سوغته ببساطة وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق مادلين أولبرايت بأنه لمقتضيات الأمن القومي الأميركي ولم تبد أي ندم، وكذلك كل ضحايا حروب الغرب العدوانية الاستعمارية لا ثمن لهم ولا أحد غربياً يندد حتى الآن بما تقوم بع المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في سورية من ذبح وقتل وتفخيخ للسيارات، بينما قيام إحدى الدول المستهدفة باعتقال جاسوس أو عميل لأميركا أو الغرب أو إسرائيل يجعل الدنيا تقوم ولا تقعد باسم حقوق الإنسان.
وفي كل البرامج الأممية التي قيل إنها وضعت لخير البشر، وكل المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وحتى منظمات الطبيعة والبيئة والسلام الأخضر، اتضح أن كلاً منها يخدم بطريقة أو أخرى قضية التدخل في شؤون الدول الأخرى، ففي زلزال هاييتي قبل 5 سنوات عندما تدخلت أميركا وإسرائيل، وأطباء بلا حدود وسواهم باسم مد يد العون لم تكن الغاية مساعدة شعب هاييتي، بل أولى الفضائح كانت سرقة الأطفال وبيعهم في أوروبا وربما المتاجرة بأعضائهم وأعضاء جرحى الزلزال، وهذه التجارة إحدى تجارات الماس الأحمر، والسؤال هو ماذا تفعل الشركات الأميركية في هاييتي وما حال شعب هاييتي الفقير الذي هو ليس الوحيد بل ثمة أمثلة كثير في كل الدول التي تعرضت لكوارث طبيعية ومنها ميانمار أو لحروب مثل صربيا.
فتجار الدم موجودون في كل مكان تدعمهم فيه سلطات الغرب، وتجارة الأعضاء البشرية يتبعون لشبكة عالمية يديرها حاخامات إسرائيليون حول العالم وتتعامل معهم داعش وجبهة النصرة عبر تركيا، وهذا في غضون الحرب بالوكالة على يد الجماعات الإرهابية والتي تشنها دول الحلف الاستعماري الأطلسي في المنطقة العربية من غربها إلى شرقها.
الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا واستراليا وإسرائيل وكندا والدول الرجعية التابعة لها بسبب حكامها الدمى، لم تثبت خلال 70 عاماً أنها تهتم لسلام أو امن دولي، بل إن أكثر ما يخيفها أن يحدث تنمية وتطور علمي في الدول الأخرى أياً كانت، فالنهضة الاقتصادية ممنوعة عليها وكذلك التطور العالمي والارتقاء نحو التقدم، وجل جهودها تنصب لمحو الدول عن الخرائط أو إعادتها قروناُ إلى الوراء، وما يقلقها هذه الأيام هو مجموعة بريكس وبنك شنغهاي، وكل الحروب الإرهابية القائمة هذه الأيام إنما لضرب دول بريكس وإدخالها في فوضى اقتصادية أولاً ثم تفتيتها.
للأسف استبدلت نظرية السلم والأمن الدوليين بحكم الواقع الاستعماري بمتحولة الفوضى الخلاقة، ولو تسنى لواشنطن أن تجعل الفوضى والخراب يعمان وخاصة في الصين وروسيا، فإنها لن تتوانى عن فرضها في أوروبا، وبقية الدول الحليفة لها ما عدا إسرائيل التي كانت دوما أول المستفيدين من تمدد تنظيم القاعدة حول العالم، لكونها رأس الحرب لأمبراطورية الفوضى، وأكثر فائدة لتنظيم القاعدة أنه شكل في أفقه البعيد عن جغرافيا الكيان الصهيوني عمقاً للتجارة بكل أنواع الممنوعات من المخدرات إلى تجارة الرقيق إلى غسل الأموال والأعضاء البشرية وتجارة السلاح، وثمة كيانات سميت دولاً مثل بعض دول الخليج وهي المؤسس الرئيسي لتنظيم القاعدة شكلت لإسرائيل عمقاً استراتيجياً أو منطقة عازلة إستراتيجية أو استثناءً لا يناهضها بل عون لها ولأميركا في الاستمرار في احتلال الأراضي وإضعاف الدول العربية، أما في الآفاق القريبة من حدود الكيان العنصري كانت المناطق العازلة، في جنوب لبنان من خلال جماعة أنطوان لحد الإرهابية العميلة وجبهة والنصرة الآن على حدود الجولان، وأنصار بيت المقدس في سيناء، ولا ننسى أن الأردن كنظام بذاته شكل لإسرائيل منطقة عازلة بين إسرائيل والعراق، ليتضح أن الهدف الأول والأخير إلهاء أو إقصاء الجيوش العربية الثلاثة في مصر وسورية والعراق عن مكافحة العنصرية الصهيونية في المنطقة وإقامة مناطق تعزل إسرائيل عن جيوش هذه الدول وليتضح أن اكبر مؤامرة هي نفي نظرية المؤامرة.